شم النسيم عيد مصرى قديم ممتد منذ 2700 سنة قبل الميلاد، ويرجع بالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، ويمثل بداية شهر الربيع، وكلمة «شم» تعنى شموس، وكان هذا العيد يرمز إلى بعث الحياة، وارتبط باعتدال الجو، وطيب النسيم، وكان القدماء يحتفلون به فى يوم عرف باسم «الانقلاب الربيعي»، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل مع النهار وقت حلول الشمس، وصار تقليدا متوارثا عبر العصور، حاملا المراسم والطقوس نفسها التى لم يطرأ عليها أى تغيير منذ عصر الفراعنة، حتى الآن، ويعده المصريون عيدا خاصا بهم بغض النظر عن عقائدهم الدينية، وقد أخذ اليهود عنهم الاحتفال بهذا العيد، حيث كان وقت خروجهم من مصر مواكبا الاحتفال بهذا العيد عند المصريين، وقد حملوا معهم ما سلبوه من الذهب والثروات.. وعندما دخل القديس مار مرقس الديار المصرية، دخلت الديانة المسيحية مصر، وكان المسيحيون يحتفلون بعيد القيامة يوم الأحد، ويحتفل المصريون بشم النسيم يوم الاثنين التالى له من كل عام، ومازال هذا التقليد متبعا حتى الآن، ومن مظاهر الاحتفال به، الخروج إلى المتنزهات والأماكن العامة والحدائق والشواطئ، حيث يكون الجو معتدلا وجميلا، ومن الأطعمة التى يتناولها الناس فيه، نبات الحمص الأخضر، ويعرف باسم «الملانة»، إذ جعل المصريون القدماء من نضوج ثمرة الحمص، وامتلائها إشارة إلى بداية الربيع، وكانوا يأكلون الفسيخ، والأسماك بكل أنواعها تعبيرا عن حبهم للنيل الذى يمثل الحياة بعد الموت، وأيضا البصل الأخضر، والخس، وتلوين البيض مع نقش دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد عليه، ويضعونه فى سلال من سعف النخيل، ثم يعلقونها فى شرفات المنازل وأغصان الأشجار لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه، وقد انتقلت احتفالات شم النسيم من المصريين إلى العالم كله. يونان مرقص القمص تاوضروس دبلوم الدراسات العليا فى التاريخ القبطي