توالت ردود الفعل الرسمية والإعلامية علي المواجهات الدامية التي شهدها معبر رفح الحدودي ،وأعربت بريطانيا عن قلقها من حادث الحدود المصرية الإسرائيلية. . غير أن متحدثا باسم الخارجية البريطانية اعرب في تصريحات للأهرام عن ترحيب لندن ببيان الرئيس محمد مرسي بشأن الحادث. واعتبر تأكيدات مصر بالحفاظ علي الأمن في سيناء خطوة إيجابية. وردا علي سؤال علي احتمال أن يساعد هذا الحادث في تعزيز الدعوات بمراجعة نصوص معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لزيادة عدد القوات المصرية في سيناء, قال المتحدث إن هذا الأمر يعود إلي إسرائيل ومصر. غير أنه شدد علي ارتياح بريطانيا لتعهدات الرئيس مرسي السابقة بالحفاظ علي معاهدات مصر الدولية والإقليمية. وفي باريس, أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إدانة بلاده للهجوم الإجرامي في رفح, والتوغل الذي قام به مرتكبي هذا الهجوم لإسرائيل. كما أعرب عن قلق فرنسا العميق إزاء تدهور الوضع الأمني في سيناء. وأضاف أن باريس تدعو السلطات المصرية لاستعادة السيطرة علي المنطقة, وتشير إلي الالتزام الذي قطعته في هذا الاتجاه من قبل الرئيس المصري. وفي مدريد, أعربت الحكومة الإسبانية في بيان عن تضامنها الكامل مع مصر شعبا وحكومة في كفاحها من أجل استئصال آفة الإرهاب. واعتبرت إسبانيا أن أمن سيناء في إطار اتفاقية كامب ديفيديمثل عنصرا أساسيا من أجل استقرار المنطقة, مناشدة حكومتي مصر وإسرائيل علي العمل من أجل التمسك بهذه الإتفاقية والحفاظ عليها. وفي غضون ذلك, أبرزت وسائل الإعلام البريطانية تداعيات الحادث واهتمت بتصريحات مرسي بأن مصر سوف تفرض سيطرتها الكاملة علي سيناء. ووصفت صحيفة الجارديان البريطانية الهجوم بأن له مراميه وأهدافه غير البسيطة وتم التخطيط له بعناية, وأنه وضع إسرائيل الآن في مأزق لأنه جعل السلطات الإسرائيلية معنية بالأمر أكثر من أي وقت مضي ويمثل أيضا معضلة كبري بشأن كيفية الرد. ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيلين كبار قولهم إن هذا الهجوم الخطير- الذي ربما أيضا أسفر عن مقتل عدد من الإسرائيليين الذين يعيشون في مجتمعات صغيرة بالقرب من الحدود- كان من الصعب جدا تجنبه. وأضافت أن لقد أثارت منطقة سيناء الفقيرة والأرض الخصبة المهملة غضب وتشدد سكانها البدو علي مدي سنوات, لكن إسرائيل ألقت الضوء علي دور جماعات ونشطاء الجهاد العالمي الذين يرتبطون ارتباطا وثيقا بتنظيم القاعدة هناك. ومن جانبه, قال ياكوف كاتز, صحفي متخصص في شئون الدفاع والجيش, إن إسرائيل تسيطر بصورة جيدة علي ما يحدث في غزة حيث أنها تراقب الوضع من خلال طائرات بدون طيار واجهزتها الاستخباراتية.. مؤكدا أن الوضع في سيناء أكثر صعوبة مقارنة بغزة. وأوضحت الصحيفة أن الظروف الراهنة دقيقة للغاية منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام1979, قائلة إن إسرائيل تستبعد اتخاذ خطوات تهدد متانة المعاهدة خاصة في ظل شعورها بالخوف بصدد التزام الحكومة المصرية الجديدة بهذة المعاهدة. كما توقعت صحيفة الإبندبندنت أن يجدد الحادث المطالب في مصر بتعديل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بما يسمح بزيادة عدد قواتها في سيناء, المنزوعة السلاح وفق الاتفاق. وفي روما, اعتبرت وكالة أنباء آنسا الايطالية أن هجوم رفح قد فاجأ حركة حماس بغزة, و أثار حرج السلطات في القاهرة, بسبب ما يزعم عن تورط خلايا من قطاع غزة في الهجوم. وقالت إن الحدث الذي سبب حمام من الدماء كانت له عواقب, وذلك باغلاق معبر رفح الحدودي بين غزة و سيناء لأجل غير مسمي,كما أنه يهدد بانتهاء مشاعر الحماس في غزة إزاء صعود الاخوان المسلمين في مصر, خاصة وأن الأخيرة تشكل نقطة المرجعية لمنظمة حماس. و أشارت إلي مبادرة وزارة داخلية حماس باغلاق الأنفاق بين غزة و رفح, سيمنع من جهة حركة الجهاديين بين قطاع غزةوسيناء وكذلك سيؤثر علي وصول السلع التي يحتاجها سكان غزة الي القطاع.