هى رحلة عطاء طويلة للدكتور السفير محمد إبراهيم شاكر استمرت 85 عاما والذى رحل عنا يوم 29 مارس الماضى فى هدوء ونعته وزارة الخارجية المصرية فى بيان سجل للرجل الذى يعد أحد رموز الدبلوماسيةالمصرية وطنيته، منوها عن مسيرة عطاء طويلة تقلد خلالها مناصب عدة أنارت الطريق من بعده أمام أجيال متعاقبة من أبناء الدبلوماسية المصرية.. وسيظل رمزا للدبلوماسى الغيور على وطنه ترك بصمته لن يمحها تقادم الزمن، شغل منصب نائب مندوب مصر لدى الأممالمتحدةبنيويورك وممثل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى الأممالمتحدة فى نيويورك وسفيرا لمصر بالنمسا والمملكة المتحدة وقضى أكثر من 55 عاما فى عالم الدبلوماسية ورئيسا لمجلس إدارة المجلس المصرى للشئون الخارجية. ....................................... محطات مشرفة وخبرة واسعة اكتسبها خلال مشوار حياته الحافل وانتخب رئيسا لمجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية من عام 2001 وحتى الآن ورئيسا لمجلس أمناء مؤسسة مجدى يعقوب لأبحاث وعلاج القلب منذ عام 2008. عرفته من خلال رحلاته المكوكية لأسوان لبناء وتشييد الصرح الطبى العملاق التابع لمؤسسة الدكتور مجدى يعقوب فى أسوان التى شيدت مستشفى دوليا (بمعنى هذه الكلمة) خلال سنوات قليلة أعادت للأذهان صورة العمل الرائع والإنجاز المتقن عند بناء مشروع السد العالى شهور من العمل الشاق والمتابعة الجادة للسفير محمد شاكر فى حر أسوان ورفاقه أعضاء مجلس الأمناء... ما أحلى الابتسامة على الشفاه.. ابتسامة النصر والإنجاز مع كل مرحلة من مراحل البناء تجد الفرحة فى عيون الكبار السفير شاكر والبروفيسور مجدى يعقوب والجنود المجهولين أعضاء مجلس الأمناء وجميعهم قامة من قامات المجتمع المصرى... لقد احتاج الأمر لعمل دبلوماسى وكياسة لكى تحصل المؤسسة الوطنية (مجدى يعقوب لعلاج القلب) على الأرض التى أقيم عليها المركز... حوار مع المسئولين فى أسوان ووزارة الصحة وكللت الجهود الدبلوماسية بقيادة السفير شاكر ومجدى يعقوب بنجاح كبير واستمتعنا نحن أبناء أسوان بإنشاء وبناء مستشفى مجدى يعقوب بأسوان وبوجود السفير بيننا... استمتعنا بعلمه وتواضعه وأخلاقه وفكره.. السفير محمد إبراهيم شاكر ولد بالقاهرة عام 1933 فحصل على ليسانس الحقوق عام 1955 والدكتوراة فى العلوم السياسة من المعهد العالى للدراسات الدولية والتنمية بجنيف عام 1957.. له مؤلفات وكتابات فى مجال الطاقة النووية أصبحت مرجعا فى كبرى جامعات العالم وله 3 موسوعات حول معاهدات عدم الانتشار النووى صدرت عام 1980. وعن عمله بمؤسسات ساويرس ومجدى يعقوب وقال: عملت كمتطوع ولا أتقاضى من عملى فى المؤسسات أى أجر مثلى مثل زملائى أعضاء المجلس وجميعهم قامات اجتماعية معطاءة لا نبحث عن الشهرة ونعمل فى صمت بعيدا عن الشو الإعلامى فى مؤسسة ساويرس نكرس الجهد على توفير عمل للشباب ونركز على الأعمال اليدوية سباكة ونجارة وتمريض.. وكل المهن الشريفة التى يحتاجها سوق العمل. ويواصل أما عملى بمؤسسة مجدى يعقوب فمجدى يعقوب أنقذ حياتى مرتين! مرة أثناء عملى فى لندن سفيرا وتكرر ذلك بعد عودتى إلى القاهرة وقام بإجراء عمليتين لى بالقلب.. وعندما أنشأ دكتور مجدى يعقوب مؤسسته فى مصر اتصل بى وطلب منى أن أكون رئيسا لمجلس الأمناء وقبلت المهمة على الفور وبدون تردد فأنا أعلم قيمة عمل دكتور مجدى يعقوب وجهده فى علاج الفقراء خاصة الأطفال، ومنذ عام 2008 ونحن نعمل على تحقيق طموحات مؤسسة مجدى يعقوب فى التوسع لاستقبال أعداد أكبر من المرضى المصريين والأفارقة ومشروع المؤسسة بمدينة أسوان الجديدة وهو مشروع القرن يستلزم جهدا أكبر ويشجعنا تبرع المواطنين المصريين والهيئات بالخارج على تحقيق حلم هذا الرجل ( الدكتور مجدى يعقوب) وهو لا يدخر جهدا ونحن معه فى جمع التبرعات ونستعد فى كل عام لحملة تبرعات شهر رمضان، وهو نموذج فريد للمصرى المعطاء المحب لبلده وأهله.. وحب الناس له مكننا كمؤسسة من النجاح ومواصلة المشوار ويجب خلال الفترة القادمة أن نتوسع فى إنشاء عدد أكبر من المؤسسات الخيرية والاجتماعية لمواكبة ومساندة حركة الدولة فى العطاء وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لأبنائها المحتاجين. وللسفير محمد شاكر آراء شهيرة بعد ثورة 25 يناير منها: يجب أن تتجه مصر للجنوب أى إلى إفريقيا وعلى مصر أن توثق سياستها مع دول حوض النيل وتستعيد مكانتها إفريقيا. يجب استمرار دور مصر التاريخى فى المساهمة فى حل القضية الفلسطينية. يجب أن ننشئ علاقات قوية مع القطبين أمريكا وروسيا بشرط ألا نقبل إقامة قواعد عسكرية لهم على أرض مصر. لابد من الاهتمام بقضية انتشار أسلحة الدمار الشامل وتغير المناخ. أقول للقوى السياسية والأحزاب فى مصر: احرصوا على الديمقراطية وأن يعمل الجميع فى حب مصر. المشروع النووى المصرى خطوة شجاعة لابد منها ويجب أن تقود مصر توسع الدول العربية فى أنشطتها النووية.