مع استمرار تداعيات الأزمة بين روسيا والغرب، أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن الهدف الرئيسى وراء أزمة اتهام موسكو بمحاولة تسميم الجاسوس الروسى سيرجى سكريبال، هو عدم السماح لها باستضافة نهائيات كأس العالم المقررة فى يونيو المقبل. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، فى مقابلة مع «القناة الخامسة» الروسية، إن «هذا هو الهدف الرئيسى لهم، ولكنه حلم بعيد المنال»، وذلك على خلفية الاتهامات الغربيةلموسكو بالمسئولية عن محاولة تسميم العميل المزدوج سيرجى سكريبال وابنته يوليا فى مدينة سالزبورى البريطانية، وما أعقبه من عمليات طرد متبادلة للدبلوماسيين. وأوضحت زاخاروافا: «لدى انطباع بالفعل، بأن بعض الدول الأوروبية تحلم بإبعاد تنظيم بطولة كأس العالم عن روسيا بكل السبل». وأضافت «أن كل الاهتمام الآن منصب على هذه البطولة العالمية، والتى بالتأكيد فى النهاية تمس مجال كرة القدم فى روسيا». وتدرس 6 دول تشمل بريطانيا والسويد والدنمارك وأستراليا واليابان وبولندا، عدم إرسال مسئوليها إلى بطولة كأس العالم أو مقاطعة البطولة، وذلك على خلفية هذه القضية. وستعقد أول نهائيات كأس العالم فى روسيا خلال الفترة من 14 يونيو القادم إلى يوليو فى 11 مدينة روسية. وفى تصريحات مشابهة لما قالته زاخاروفا، أكد أناتولى أنطوف، السفير الروسى فى واشنطن، أن الأحداث التى جرت فى بريطانيا أخيرا كانت ذريعة لاستفزاز مدبر ضد روسيا تم التخطيط له منذ أمد. وأضاف أنطونوف فى تصريح للقناة التليفزيونية الروسية الخامسة: «بوسعنا تأكيد أنهم جميعا من سفارة بريطانيا فى موسكو، ومن مركز الأزمات فى وزارة الخارجية البريطانية، وقد تم تحضير كل هذه الاستفزازات طيلة أكثر من 3 أسابيع». جاء ذلك فى الوقت الذى أوصت فيه السفارة الروسية لدى لندن رعاياها الروس بعدم السفر إلى بريطانيا تحسبا للاعتقال أو التوقيف أو وضع أشياء غريبة فى حقائبهم. واعتبر البيان الروسى المنشور بموقع السفارة الإلكترونى أن ذلك يعكس «السياسة المناوئة لروسيا، والخطاب التهديدى المتصاعد من الجانب البريطاني». ودعت السفارة المشجعين الروس، الذين ينوون الذهاب إلى لندن، لحضور مباراة فريق «تسيسكا موسكو» و»أرسنال» فى 5 أبريل الحالى إلى توخى الحذر الشديد والالتزام التام بالقوانين البريطانية». وأضافت أنه «بالنظر إلى فوبيا الخوف من روسيا المزروعة بشكل مصطنع فى المجتمع البريطاني، فمن الضرورى تجنب حالات الخلاف مع السكان المحليين». وفى وقت سابق، وجهت وزارة الخارجية الروسية 14 سؤالا لبريطانيا و10 أسئلة لفرنسا حول قضية سكريبال. وقالت الخارجية الروسية إن «السفارة الروسية فى بريطانيا، سلمت أمس الأول مذكرة تتعلق بقضية سكريبال المفبركة ضد روسيا، تحتوى على قائمة من 14 سؤالا». وقد طلبت الخارجية الروسية، من نظيرتها البريطانية، توضيح السبب الذى تحرم روسيا لأجله، من حق وصول القنصل إلى اثنين من مواطنيها، المصابين على الأراضى البريطانية، وكذلك توضيح الدواء المضاد الذى عولجا به. كما طلب الجانب الروسى من الخارجية البريطانية، تبيان على أى أساسات تم إثبات «الأصل الروسي» المزعوم للمادة المستخدمة فى سالزبوري، وهل لدى لندن عينات معيارية للمواد السامة الحربية، التى يسميها الجانب البريطانى ب «نوفيتشوك»، ليتم تحليلها والتأكد مما إذا كانت قد استخدمت بالفعل. وشملت المذكرة الروسية أيضا أسئلة حول مشاركة فرنسا فى التحقيق، جاء فيها: «على أى أساس تم إشراك فرنسا فى الجانب التقنى من التحقيق فى الحادث الذى أصيب فيه مواطنون روس»؟