جاء رد فعل الأجهزة الأمنية سريعاً ودقيقاً فى القضاء على العناصر المشاركة فى حادث محاولة استهداف مدير أمن الإسكندرية بعد أقل من 24 ساعة من جريمتهم التى نجا منها اللواء مصطفى النمر، مدير الأمن واستشهد خلالها شرطي، ليؤكد بقوة عودة جهاز المعلومات بقاعدة بيانات تلك العناصر، ماجعل اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية فور وصوله لزيارة المصابين فى الحادث الإعلان عن تحديد المتهمين فى هذه الجريمة الإرهابية. لقد كانت المحاولة تهدف إلى بث روح الرعب والفزع بين أبناء الثغر، لمنع أو تقليل مشاركتهم فى الاستحقاق الانتخابى باختيار رئيس الجمهورية، ولكن على خلاف ظن هؤلاء الإرهابيين بأن المواطنين لن يخرجوا ليدلوا بأصواتهم، فعل المواطنون العكس تماما، وفور وقوع الحادث خرج الآلاف فى الإسكندرية ليؤكدوا أن هذا الحادث لن يرهبهم أو يمنعهم من حقهم الدستورى وامتدت تلك الروح المقاومة إلى جميع محافظات مصر وخرج الملايين وقاموا بالتصويت فى الانتخابات، مؤكدين أن الإرهاب لن يستطيع منعهم من أداء حقهم، ثقة منهم بأن القوات المسلحة والشرطة قد انتشرتا فى ربوع المحروسة لتأمين المواطنين قبل الانتخابات وبعدها معلنين بأن دورهم هو حماية هذا الشعب العظيم. وما زاد من سعادة المصريين عندما أعلنت الدولة من خلال وزارة الداخلية بعد ساعات من الحادث القضاء على الإرهابيين الذين قاموا بتنفيذ جريمة الإسكندرية أثناء اختفائهم داخل شقة بالبحيرة، وهو ماجعل المواطنين يجددون ثقتهم فى الأمن الذى استطاع الوصول إلى المتهمين فى هذا الحادث بسرعة كبيرة، ليؤكد أنه يملك المعلومات الكافية عن هذه العناصر وخريطة وجود الإرهابيين فى الداخل وصلاتهم بالخارج. فقد أعلنت الداخلية بوضوح لا لبس فيه أن خلية الإرهابى باسم جاد الهارب إلى قطر هو من خطط واسند التنفيذ إلى الإرهابين الذين حضروا ونفذوا الجريمة وهربوا إلى البحيرة للاختباء عن أعين الأمن الوطنى الذى استطاع فى خلال ساعات مداهمة وكر اختبائهم والقضاء عليهم قبل تنفيذهم لجرائم جديدة، لأن هذه الخلية كانت قد تلقت تكليفات أخرى من قيادات الجماعة فى قطر بالتخطيط، لاستهداف عدد آخر من الشخصيات بهدف ترويع المواطنين وهز ثقتهم فى مؤسسات الدولة. ولكن القضاء على هذه العناصر بهذه السرعة يؤكد عودة الأمن الوطنى بكل قوة مع الأمن العام وجميع أجهزة المعلومات فى رصد الإرهابيين، ورسم خريطة وجود تلك العناصر بالداخل والخارج والقضاء عليهم بضربات استباقية وهو ما سوف نشهده خلال الأيام المقبلة من رصد باقى العناصر الإرهابية. [email protected] لمزيد من مقالات محمد شومان