من يرقص هنا؟ فى وسط المدينة؟ بين مبانيها القديمة؟.. أجساد تبتكر لغتها وتتمايل مستخدمة أدوات من الحياة اليومية ومتحدية إعاقتها تكتسب حمرة خفيفة من أثر شمس شهر مارس وتبدع تشكيلات راقصة متناغمة رغم تقلبات الجو الربيعى.. هنا فى وسط المدينة وبجوار المبانى العتيقة للجامعة الأمريكية بوسط البلد داخل الحرم اليونانى بباب اللوق كان الموعد مع الرقص والحرية والانطلاق... فى الدورة السابعة لمهرجان دى كاف (مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة) جاء راقصين وراقصات من ايرلندا ومصر وفرنسا واستراليا والمملكة المتحدة اختاروا أن يقدموا عروضهم الحية فى وسط النهار ببرنامج روح المدينة .. مستخدمين عربات التسوق بالسوبر ماركت وبعيدا عن الفكر الاستهلاكى وما ترمز له قدم خمسة راقصين من استراليا عرضا شديد التميز والابتكار، معبرين عن مشاهد حياتية جميلة للعلاقات الإنسانية...تحدى فريق المملكة المتحدة فى عرض «إهداء إلى» إعاقة إحدى الراقصات وكان العرض عبارة عن تواصل جسدين لامرأتين تكملان بعضهما مختزلة مفهوم الصداقة. وعلى نفس النهج كان العرض المصرى الايرلندى «مربع البداية» حيث امتزجت حركات الراقصات الثلاثة (أحداهن على كرسى متحرك) معا متجاوزة حدود الإعاقة الظاهرة ... هنا كل الأجساد بلا أدنى تميز ترقص متحررة وتسحرنا بأدائها..ويتحقق قول ابن الرومى «ارقص الكون يرقص».