في حدث فريد من نوعه, هبطت أمس مركبة الفضاء الأمريكية كيريوزيتي علي سطح كوكب المريخ, وهي أول مركبة فضاء تهبط علي سطح كوكب آخر مستخدمة تقنية لم تتم تجربتها من قبل لبحث وجود حياة علي كوكب آخر، الأمر الذي وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه صناعة للتاريخ. وستمضي المركبة, التي هبطت بشكل يشبه نزول العنكبوت علي الجدار, عامين في استكشاف فوهة جبل ارتفاعه5 كيلومترات يتكون من ترسيبات منبثقة من جوف الفوهة علي سطح المريخ المسمي بالكوكب الأحمر, كما ستجري المهمة دراسة حول المعادن في المريخ لمعرفة طبيعة الظروف علي الكوكب قبل ملايين السنين. ويبلغ حجم المركبة حجم سيارة, وهي مزودة ب71 كاميرا وذراع آلية وأدوات ليزر وحفار, كما أنها أول مركبة لديها القدرة علي أخذ عينات من الصخور والتربة من علي سطح المريخ وتحليلها باستخدام أدوات داخل المركبة نفسها. ويتكلف مشروع المركبة5,2 مليار دولار, ويطلق عليها رسميا المختبر العلمي للمريخ, وهو أول مهمة والأعقد من نوعها التي تتعلق بوجود حياة في الفضاء تقوم بها ناسا منذ مهام سفن الفضاء فايكنج في السبعينيات. ويمثل هبوط المركبة علي سطح المريخ انتصارا كبيرا وعلامة بارزة لناسا التي تعاني من خفض في الميزانية وتوقف برنامج المكوك الذي استمر03 عاما. وظلت المركبة, التي تحمل علي متنها معمل آلي, تجوب الفضاء لأكثر من8 أشهر. وبعد لحظات, بثت المركبة أول3 صور من سطح المريخ تظهر إحداها عجلة المركبة وصورة أخري لظل المركبة علي الأرضية الصخرية. واستخدمت المركبة المحاطة بغلاف خارجي لحمايتها نظاما آليا هو الأول من نوعه لدخول الغلاف الجوي للحد من سرعتها بصورة كبيرة قبل الهبوط. واحتشدت الجماهير في أنحاء الولاياتالمتحدة, بما في ذلك ميدان تايمز في نيويورك, لمشاهدة بث مباشر لعملية الهبوط. وقال أوباما في بيان للبيت الأبيض إن الهبوط الناجح للمركبة الفضائية يمثل إنجازا غير مسبوق للتكنولوجيا التي سوف تكون رمزا للفخر الوطني في المستقبل علي مدي سنوات طويلة لتقف شاهدا علي تفرد الإبداع والتصميم الأمريكي.