نجح المسبار العلمي "كيوريوسيتي" في الهبوط بسلام علي سطح كوكب المريخ في مستهل مهمة تستغرق عامين بحثا عن أدلة علي وجود المقومات الأساسية للحياة علي الكوكب الأحمر. وقالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) ان المسبار ظل يجوب الفضاء لأكثر من ثمانية أشهر وقطع 566 مليون كيلومتر قبل دخول الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 20921 كيلومترا في الساعة أي بسرعة تزيد علي سرعة الصوت 17 مرة قبل بدء الهبوط. وهبط المسبار - وهو اول معمل علمي متنقل كامل يرسل إلي العالم الخارجي - علي منطقة هبوط يطلق عليها "فوهة جيل" وتقع قرب خط الاستواء للكوكب في النصف الجنوبي منه. واحتفل مراقبو المهمة في معمل الدفع النفاث قرب لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا عندما تلقوا إشارات من مركبة تؤكد أن المسبار تمكن من الهبوط في المنطقة المخصصة. وبعد لحظات بث كيوريوسيتي أول ثلاث صور من سطح المريخ تظهر إحداها عجلة المركبة وصورة أخري لظل المسبار علي الأرضية الصخرية. واستخدم كيوريوسيتي المحاط بغلاف خارجي لحمايته نظاما آليا هو الأول من نوعه لدخول الغلاف الجوي للحد من سرعته بصورة كبيرة قبل الهبوط. ومشروع كيوريوسيتي الذي يتكلف 2.5 مليار دولار ويطلق عليه رسميا المختبر العلمي للمريخ هو أول مهمة تتعلق بوجود حياة في الفضاء تقوم بها ناسا منذ مهام سفن الفضاء فايكنج في السبعينات. ويمثل هبوط المسبار علي سطح المريخ انتصارا كبيرا وعلامة بارزة لناسا التي تعاني من خفض في الميزانية وتوقف برنامج المكوك الذي استمر 30 عاما. ويعمل المسبار بالطاقة النووية والذي يبلغ وزنه طنا واحدا لدي وصوله. وتعتزم ناسا إخضاع المسبار ومعداته المعقدة لعمليات صيانة هندسية تستغرق عدة أسابيع قبل بدء المهمة التي تستغرق عامين. والمسبار الذي انطلق من قاعدة كيب كنافيرال في فلوريدا يوم 26 نوفمبر الماضي مزود بمجموعة من المعدات المتقدمة القادرة علي تحليل عينات التربة والصخور والغلاف الجوي علي الفور وإرسال النتائج إلي الأرض. وتهدف مهمته علي وجه الخصوص الي استكشاف عناصر الحياة ورصد اي وجود لذرات الكاربون والنيتروجين والفسفور والنحاس والأكسجين. من جهته اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان "أمريكا تصنع التاريخ بالهبوط الناجح للمسبار".