هناك أوقات ومراحل فى حياة الأمم تمثل اختبارا للقدرة على سرعة الانتقال من أوضاع المتاعب والمعاناة المصحوبة بالمخاطر والتحديات إلى أوضاع جديدة وراسخة تتوفر فيها كل مظاهر الأمن والأمان المصحوبة برايات الأمل ونسمات التفاؤل. ولست أظن أن مصر واجهت مثل هذه الأوقات الصعبة بنفس هذه الدرجة من الحدة منذ نكسة يونيو 1967 أى قبل ما يزيد عن خمسون عاما واستطاع شعب مصر بقوة التماسك وقدرة الاحتشاد أن يصنع جسور العبور بالدم والنار عام 1973 واليوم تتكرر نفس التجربة ولكن بآليات احتشاد وتماسك متطورة من أجل بناء جسور العبور اللازمة عن طريق صناديق الانتخابات الرئاسية. إن قيمة الخروج الكبير المنتظر لشعب مصر للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية فى أنه يعنى استيعابا للدروس المؤلمة فى الماضى القريب وعنوانا للقوة الكامنة فى الشخصية المصرية القادرة على تحدى المستحيل حتى يمكن إغلاق الأبواب أمام تجار الدجل السياسى وسماسرة تسويق وبيع الأوهام. ولست أجادل فيما يردده البعض بأن الانتخابات شبه محسومة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسى ومن ثم يهمسون «خبثا» بعدم الحاجة للمشاركة وهذا دجل سياسى يخاصم جوهر وشكل الديمقراطية فما أكثر المرات التى كانت فيها مثل هذه الانتخابات شبه محسومة فى أعتى النظم الديمقراطية حسبما تقول استفتاءات الرأى العام المحترمة هناك ومع ذلك يحرص الناخبون على التصويت لكى يقولوا كلمتهم لصالح من يرون أنه قيادة سياسية مستعدة لتحمل المسئولية وقادرة على تلبية المطالب الشعبية بعيدا عن همس تجار الدجل السياسى فى الآذان! وعلى كل من يملك ضميرا وطنيا خالصا أن يستعيد بالذاكرة صعوبة الظرف الذى مرت به بلادنا فى السنوات العجاف وكيف كان أغلبنا يرى أن الأمر بات مستحيلا وأن زمن الفوضى سيطول ولكن الله سلم.. وليست فى كل مرة تسلم الجرة والمشاركة هى صمام الأمان! خير الكلام: * الحكيم من يروى عطش المتعطشين للكلمة الصادقة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله