اعتدنا أن نكتب ونناقش الكثير من الموضوعات السياسية والقضايا الاجتماعية وغيرها.. لكننا لا يمكن أن نغفل أبداً اليوم الذي نعترف فيه بفضل أمهاتنا علينا ونحن نحتفل بعيدها العظيم الذي يحل علينا يوم 21 مارس من كل عام.. الأم.. التي هي أساس لكل هذه الحياة التي نعيشها، ولذلك قررت، أن تكون هذه المقال إهداء لأمي الحبيبة، ست الحبايب، السيدة الفاضلة العظيمة إنعام عبد اللطيف مازن.. كما أهديها لكل أم ربّت وتعبَت حتى رأت ثمار تربيتها في نشأها.. فغرست وحصدت.. بارك الله لنا في كل أم مصرية عظيمة. ومقال اليوم عن قصة أغنية "ست الحبايب"، التي ربما لا يعرفها منا كثيرين.. فقررت أن أشاركها معكم. كلمات هذه الأغنية للشاعر الغنائي الكبير "حسين السيد".. وتلحين موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب".. وغنّاها المطرب والملحن محمد عبد الوهاب والمطربة صاحبة فيض المشاعر "فايزة أحمد". القصة هي كالآتي: في بداية الستينيات من القرن الماضي وفى يوم عيد الأم في مصر ذهب الشاعر الغنائي الكبير "حسين السيد" في زيارة إلى أمه في ليلة عيد الأم وكانت تسكن والدته في أحد الأحياء الشعبية في الطابق السادس.. وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسى شراء هدية لأمه بهذه المناسبة!!! ولأنه نسي هدية عيد الأم، وكان من الصعب على شاعرنا نزول السلم مرة أخرى، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلماً وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه في عيد الأم، وقد كتب ما يلي وبشكل تلقائي بدون مسودة مبدئية: ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحي ودمي يا حنينه وكلك طيبة يا رب يخليك يا أمي ست الحبايب يا حبيبة زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي أنام وتسهري وتباتي تفكري وتصحي من الآذان وتيجي تشأري يا رب يخليكي يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة تعيشي لي يا حبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكِي أنا روحي من روحك إنتِ وعايشة من سر دعاكي بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا يا رب يخليكي يا أمي يا رب يخليكي يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية علي أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي يا ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة............... انتهت الأغنية. وبعد أن انتهى الشاعر الغنائي الكبير حسين السيد من كتابة الأغنية، طرق باب الشقة.. ففتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جداً.. ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها في اليوم التالي في الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل.. وكان الشاعر حسين السيد قد قال هذا الكلام بشكل عفوي دون أن يعرف كيف سيفي بهذا الوعد. ثم اتصل الشاعر على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون فأعجب عبد الوهاب كثيراً بكلمات الأغنية وقام بتلحينها في بضع دقائق وكان يغنيها.. ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها.. وفى صباح اليوم التالي 21 مارس في ذكرى عيد الأم غناها في البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط.. ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها في الإذاعة بالتوزيع الموسيقى، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته. من قلبي: ربما هذه العفوية وصدق الكلمات الذي يملأ الأغنية هو سر نجاحها لأكثر من خمسين عاماً.. لدرجة أن الأغنية أصبحت عنوان عيد الأم! كانت هذه هي قصة أغنية ست الحبايب، التي استطاع الشاعر حسين السيد أن يوفي بوعده لأمه ويحولها لأغنية إهداءً لها في عيدها. من كل قلبي: كل سنة وأنتِ طيبة يا أمي وكل سنة وكل أمهات مصر طيبات.. تحية تقدير وإعزاز للأم المصرية.. فهي تختلف عن أمهات العالم كلهن.. وقد زرت العديد من دول العالم وأقسم أنني لم أر أحن أو أطيب منها في العالم. #تحيا_الأم_المصرية. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;