ستظل السيرة النبوية العطرة طريق هدي ونبراس حق لكل المسلمين في بقاع الأرض.. كلما تذكرناها إزددنا إيمانا بقيمة وقامة رسول الله صلي الله وسلم وصحبه الكرام.. وفي رمضان يتطلب الأمر هذه التذكرة للخروج بالدروس المرجوة, فهي ليست سيرة تتلي والسلام, إنما هي دروس تبقي علي مدي الأجيال. والشكر هنا واجب لمؤلف كتاب الأطلس التاريخي لسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم السيد سامي بن عبدالله بن أحمد المغلوث في طبعته الخامسة. ماكاد رسول الله صلي الله عليه وسلم يعود من صلح الحديبية ويستريح بالمدينة لمدة شهر حتي أمر المسلمين بالخروج إلي خيبر فقد كانت خيبر هي وكر الدسائس والتآمر والمناوشات واثارة الحروب وخرج رسول الله عليه الصلاة والسلام في مطلع العام الهجري السابع في جيش تعداده0061 رجل وكانت خيبر محصنة تحصينا قويا فيها ثمانية حصون وكان يهود خيبر من أشد اليهود بأسا وأكثرها وأوفرها سلاحا. واستمر القتال بشراسة طوال ست ليال وفي الليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب يهوديا خارجا من الحصون فأسره وأتي به الرسول عليه الصلاة والسلام فقال اليهودي: إن امنتموني علي نفسي أدلكم علي أمر منه نجاحكم. فقالوا: قد أمناك فماهو؟ فقال الرجل: إن أهل هذا الحصن قد أدركهم اليأس وسيخرجون غدا لقتالكم, فإذا فتح عليكم هذا الحصن فسألوا علي بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما أصبح الصباح قال أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يارسول الله يشتكي عينيه فدعاه وأعطاه الراية وقال له:والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وهكذا استولي المسلمون علي خيبر وغنموا منها الكثير من السلاح والمتاع. وقتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا. وكان من بين ماغنم المسلمون عدة صحف من التوراة فطلبت اليهود ردها فردها المسلمون إليهم ولم يصنع رسول الله صلي الله عليه وسلم ماصنع الرومان حينما فتحوا الشام واحرقوا الكتب المقدسة فيها وداسوها بأرجلهم ولاما صنع التتار حين أحرقوا الكتب في بغداد وغيرها. وعندما تحقق النصر للمسلمين وصالح اليهود المسلمين علي دفع الجزية قام الرسول بمراسلة يهود فدك للصلح فأذعنوا وكذلك يهود وادي القري التي فتحت أبوابها عنوه أما يهود شيماء فقد استسلموا بدون قتال ودفعوا الجزية للمسلمين.