من بين كل خمس سيدات مصريات حوامل سنويا توجد واحدة تعاني من حمل غير مرغوب فيه, أي حدث دون توقع أو استعداد وربما يتعارض مع الظروف الصحية أو الاجتماعية للأم. فوفقا لآخر الأحصاءات توجد250 ألف حالة حمل في مصر سنويا يمكن تجنبها والحد من آثارها السيئة علي الأم والطفل بل ربما علي جميع أفراد الأسرة. وغالبا ما يحدث هذا الحمل كما يوضح د. هشام البسطويسي استشاري أمراض النساء والتوليد, نتيجة عدم استعمال وسيلة لمنع الحمل أو الخطأ في استخدام الوسائل المؤقتة مثل استخدام أقراص منع الحمل عند اللزوم فقط أو نسيانها أو عدم مناسبتها لطبيعة السيدة أو استعمال وسيلة موضعية بطريقة خاطئة أو نسيان موعد حقن منع الحمل الشهرية أو التأخر عن هذا الموعد أو اللجوء لوسائل غير آمنة مثل الاعتماد علي الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل أو استعمال فترة الأمان لسيدة ذات دورة شهرية غير منتظمة. وهناك أيضا أسباب أخري تجعل الحمل غير مرغوب فيه كحدوث الحمل في سن متأخرة أو في الفترة المعروفة ببداية سن اليأس, والحمل متعدد التوائم. ولتجنب حدوث الحمل غير المرغوب فيه ينصح د. هشام بزيادة الوعي الصحي للسيدات في سن الانجاب بوسائل منع الحمل والطرق الصحيحة لاستخدامها, وتقريب الفجوة بين المعرفة بوسائل منع الحمل واستخدامها حيث تبلغ نسبة المعرفة98.5% في حين اللجوء الفعلي لها لا يتعدي54%, وتوفير هذه الوسائل بأسعار مناسبة, ودعم دور الإعلام في مراعاة البعد الاجتماعي والأسري لمشكلة الحمل غير المرغوب فيه. ويضيف موضحا ان السياسة السكانية القادمة لابد أن تنظر بعين الاعتبار الي الحمل الغير مرغوب فيه الذي يؤثر علي الزيادة السكانية وما يترتب عليها من مشاكل, بالإضافة إلي تأثيره علي ظروف الأم الصحية والاجتماعية والأسرية وأيضا النفسية لأن رفضها للحمل قد يجعلها تهمل في غذائها وصحتها مما يؤثر علي صحة الجنين وأيضا علي نفسيته, حيث أكدت الأبحاث أن الجنين يشعر ويتألم ويحزن ويفرح ومن حقه أن يكون مقبولا في أسرته, وكي يتحقق ذلك لابد أن تستعد الأسرة لاستقباله.