تراهم بجانب أسوار المستشفيات وعلى الأرصفة المقابلة، قادمون من محافظات مختلفة ليكونوا فى صحبة مرضاهم، أباء لأطفال مرضي، زوجة محتجز زوجها للعلاج، أخ يرافق أخاه العليل، أو مرضى يتلقون جلسات علاج أورام طويلة المدى دون محل إقامة فى القاهرة أو توفير إقامة بالمستشفي، فيضطرون للبقاء بالشوارع المحيطة بالمستشفى خاصة من لا تسمح ظروفهم بالسفر والقدوم كل يوم إلى القاهرة. وحين نعلم أن مستشفيات ومعاهد الأورام بالقاهرة تستقبل آلاف المرضى وأهاليهم من محافظات مصر خاصة من الصعيد، نكتشف أهمية دور الضيافة التى توفرها جمعيات خيرية لاستضافة ذوى وأقارب المرضي، والتى يقع اغلبها فى شارع قصر العينى حيث القادمون للعلاج فى مستشفى أبوالريش للأطفال ومعهد الاورام و مستشفى 57357 . وتسهم تلك الجمعيات بما توفره من دور ضيافة بدور إيجابى فى خدمة المجتمع والعمل على تخفيف أعباء المرضى الفقراء القادمين من الأقاليم وتوفير الخدمات لهم دون مقابل، ويقول معتز حسن مسئول إحدى الجمعيات الخيرية بشارع قصر العينى إن الجمعية انشئت عام 2011 ومن أنشطتها توفير أماكن لضيافة المرضى الفقراء ومرافقيهم، وقد سبق توقيع بروتوكول تعاون رسمى بين الجمعية ومعهد الاورام ومستشفى 57357 وأبوالريش للأطفال لاستقبال المرضى ومرافقيهم القادمين من الاقاليم و تقديم إقامة وإعاشة مجانية و دعم مادي. ويضيف أن المرضى يأتون لتلقى العلاج والحصول على جلسات العلاج الكيماوى فيكون من الصعب عليهم السفر نظرا لحالتهم المرضية وكذلك الرجوع خلال مواعيد الجلسات بسبب التكاليف المادية. وأشار إلى أن الدار التابعة للجمعية تستقبل ما يقرب من 50 حالة يوميا من رجال وسيدات يقدم لهم الخدمات، وهى مجهزة لاستقبال تلك الحالات من الرجال والسيدات فلكل منهما مكان إقامة منفصل، حسب جواب تحويل من المستشفى التى يعالج بها المريض. ومن المرضى الذين تقدم لهم الدار خدماتها الحاج محمود سعد 82 سنة من محافظة الفيوم أصيب بورم فى المعدة ويتلقى جرعات علاج كيماوى بمعهد الاورام ويقول أن السفر شاق عليه فى عمره هذا وان النفقات كثيرة لذا فهو يأتى ويقيم فى دار الضيافة خلال فترة العلاج، أما عادل شعبان 52 سنة من الفيوم أيضا فيقول أصبت بسرطان فى المعدة وتم استئصال جزء كبير منها و لى 25 جلسة اشعاع والسفر مرهق مع تلقى الجلسات، لذلك ألجأ إلى الدار التى تبذل جهدها فى تقديم خدمة الاقامة والاعاشة. ويتحدث رجب محمود مرافق لزوجته من القليوبية قائلا: «زوجتى أجرت عملية اسئتصال للرحم وتتلقى جلسات كيماوى فى معهد الاورام ونقيم فى دار الضيافة منذ شهر»، أما محمود محمد من الفيوم 63 سنة فقد أجرى عملية لإزالة ورم فى البروستاتا وله 30 جلسة اشعاع يخضع لها، لذا يقيم فى الدار منذ 33 يوما . وتعتمد الدار على التبرعات والجهود المجتمعية لتوفير الخدمات والدعم اللازم لتخفيف المعاناة وتسهيل اقامة المرضى المغتربين وذويهم.