المعنى المبسط لكلمة الديمقراطية، كما يقول خبراء السياسة دائما هى «حكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه» سواء تم ذلك بشكل مباشر أو من خلال ممثلين أو نواب له. وجرى العرف على أن الديمقراطية التى تم ابتداعها مع آليات تطبيقها فى الغرب الأوروبي، هى الديمقراطية البرلمانية بمعنى أن يكون هناك تعددية حزبية وتنافس بين الأحزاب المختلفة، ويشكل الحزب الذى يحقق الأغلبية، الحكومة ويدير هو الدولة لمصلحة الشعب أو نيابة عن الشعب! ولكن الصين التى تقدم لنا كل يوم تجارب وإنجازات جديدة فى الاقتصاد والسياسة والحياة ولانها صاحبة حضارة عريقة وعميقة، فهى تقدم لنا الآن تجربة جديدة فى الحكم السياسى والنظم السياسة.. يمكن أن نطلق عليها «ديمقراطية ذات خصائص صينية» تماما كما ابتدعت نظاما اشتراكيا متميزا ومدهشا فى الوقت نفسه اطلقت عليه «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية». وهل يمكن لدولة يحكمها حزب شيوعى واحد أن تكون ديمقراطية؟ سؤال مهم.. يتعين على خبراء وعلماء السياسة أن يدرسوا الإجابة عنه. ولكن يمكن الإجابة بسؤال آخر، وهل الديمقراطية الغربية هى النموذج الوحيد لحكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه؟ أعتقد بأن الصين تقدم تجربة جديرة بالدراسة والبحث فى الديمقراطية أو حكم الشعب، فقد أسست برلمانا «للشعب» ونوابا عن الشعب.. مهمتهم مناقشة جميع أمور الدولة السياسية والاقتصادية وغيرها.والأهم هو اختيار القيادات العليا فى الدولة، ابتداء من الرئيس من خلال هؤلاء النواب. وتتم مناقشات تتسم بالشفافية العالية والنقد الحاد للقيادات المقصرة، ويتم طرد واستبعاد قيادات لاسباب فساد أو غيرها من جانب نواب الشعب هؤلاء الذين يتم اختيارهم عبر سلسلة طويلة من الإجراءات الصارمة وتتحول قاعة الشعب الكبرى التى تتم فيها تلك المناقشات عادة إلى «حلبة» لصراع الأفكار والرؤى من جانب النواب بحثا عن أفضل الخطط والاستراتيجيات والقيادات لهذه الدولة العريقة. هل يمكن اعتبار هذا نوعا من الديمقراطية.. ربما.. هل هو طريقة أو أسلوب أفضل من ديمقراطية الغرب ربما.. من المؤكد أن علماء السياسة عندما يدرسون تجربة الصين فى الانفتاح والتقدم سيتوقفون كثيرا عند مقولة إن الصين دولة شيوعية.. أى ليس بها ديمقراطية.. بالرغم من أن معظم قوانين الاقتصاد والتجارة يمكن اعتبارها «رأسمالية» كما أن أجنحة الحزب الشيوعى المختلفة تدير نقاشات وصراعات أقوى من الأحزاب فى أعرق الديمقراطيات فى الغرب!! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم