ما حدث بقطار المناشى الأربعاء الماضى لم يكن ولا يجب أن يكون مفاجئا لأى متابع لحال التسيب فى العديد من المرافق العامة.. ولعل مرفق السكة الحديد من الأمثلة الصارخة فى الإهمال والتواكل والتسيب.. وضحاياه فى كل حادث بالجملة.. كان آخرها قطارى الإسكندرية والزقازيق.. كل حوادث القطارات تقريبا سببها العنصر البشري.. سواء السائق أو عامل التحويلة أو ضعف الرقابة والصيانة.. رغم كتائب الفنيين والمهندسين.. والمليارات التى تنفق سنويا على هذا القطاع الخرب.. السكة الحديد فى مصر من أقدم وأعرق السكك الحديدية فى العالم، لكنها بفعل الإهمال وضعف الرقابة والصيانة.. أصبحت ربما فى ذيل الترتيب العالمى من حيث الأمان والنظافة وكفاءة التشغيل.. كل يوم فى هذا المرفق، وغيره يمكن توقع حادث أو كارثة.. طالما ساد التواكل وعدم الحيطة والحذر والمتابعة الدقيقة.. قبل انطلاق أى رحلة جوية تتم مراجعة كل أجهزة الطائرة لضمان أعلى درجات الأمان للركاب.. فى السكة الحديد يجب ألا تقل إجراءات وشروط التشغيل عن المطارات.. الثمن غالبا فى حالة الإهمال هو دماء البسطاء الذين يدفعون أرواحهم بلا مقابل لخطأ سائق أو إهمال عامل أو تسيب مسئول.. الأرواح لدى هذه النوعية من البشر بلا قيمة ولا ثمن.. عقب كل حادث تجتمع الحكومة وتخصص المليارات لتطوير هذا القطاع الذى فشلت معه كل جهود الإصلاح.. وكل يوم مرشح لأن تقع كارثة جديدة.. لأن السبب الأول هو العنصر البشرى الذى لا يقدر حجم المسئولية ومقدار الضرر الذى يلحقه بأهله وصورة بلده.. ماذا تنتظر من شوارع يملؤها «التوك توك» يسابق السيارات ويقطع عليها الطرق.. ماذا تنتظر من أحياء كاملة فى القاهرة والجيزة وغيرهما يقود سيارات تقل الركاب فيها صبية يغامرون بالسيارة وركابها.. ماذا تنتظر من سيارات سرفيس تتوقف فجأة وسط الطريق ليهبط راكب أو يركب آخر؟!.. إنها الفوضى التى لم تقابل بحسم حتى الآن!!. لمزيد من مقالات أحمد عبد الحكم