لم تكن فاجعة قطارى خط المناشى «القاهرة - إيتاى البارود»بالبحيرة بداية أو نهاية مأساة الموت فى كوارث السكة الحديد فضلا عن الخسائر المادية الضخمة فى مشهد مروع أبكى الكثيرين بسبب الإهمال الذى اقتلع أحلام عشرات الأسر من جذورها ودفعوا سنوات عمرهم البريئة ثمنا لغياب القانون.. التساؤلات لا تتوقف عن السبب الذى أدى إلى الكارثة وتشير أصابع الاتهام إلى حالة التسيب التى أصبحت سمة أساسية حيث تعددت الاجتهادات والتفسيرات حول نتيجة سقوط عجلة البوجى من العربة الثالثة وقيل أن صيانة القاطرات متخلفة ومتخاذلة وقيل أيضا إن السبب نظام الإشارات والسيمافورات وفى ظل الاجتهدات والتناقضات تاهت الحقيقة. يرى محمد زين الدين وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب باعتباره أحد ابناء البحيرة أنه كان يجب على عامل التحويلة الذى فتح الطريق لقطار الركاب على الخط الموجود عليه قطار البضائع التاخر نسبيا لأن القطار كان سيمر تلقائيا حتى يستطيع قطار البضاعة المرور بسلام ويبدو أنه خشى الجزاء المنتظر لو تصرف على هذا الوجه. وأرجع عبدالله كارثة قطار الموت إلى يد الإهمال وعدم تدريب العاملين نفسيا وبدنيا والكترونيا مشيرا إلى أنه فى ظل هذه التساؤلات والتناقضات والاتهامات المتبادلة الى غابت الحقيقة ولكن تبقى الآن حقيقة واحدة وهى الخسائر البشرية والمادية الهائلة التى نجمت عنها الكارثة ويتحمل عبئها المواطن وشدد عبد الله على ضرورة أن يتم شراء قطارات جديدة بدلا من المتهالكة التى مازالت تعمل حتى الآن مع وضع جدول دورى لصيانة الجرارات القديمة وهو الأمر الأكثر أهمية مطالبا بسرعة تطوير القطارات متضمنة من خلال جدول زمنى محدد حتى يتمكن البرلمان من مراقبة الوزارة و مساءلتها فى تنفيذها فى الوقت المحدد من عدمه . يقول شريف إسماعيل خليفة أحد شهود العيان إن الحادث وقع فى الثانية عشرة والنصف ظهرا تقريبا وتم رفع جرار قطار البضائع وعربتى قطار الركاب فى حوالى الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل بالرغم من وجود ضحايا وأشلاء أسفل تلك العربات فلماذا استغرق رفع العربات كل هذا الوقت، وإن دل ذلك فإنما يدل على القصور الواضح والإهمال، وأضاف: لقد حضرت أوناش السكة الحديد حوالى الساعة الخامسة وبدأت العمل وفشل القائمون على العمل فى مواجهة الموقف وعلل البعض منهم قائلا: التزاحم الشديد من الأهالى أعاق عملهم مع العلم أن الأهالى كانوا بعيدين تماما بعد فرض كردون الامن فى موقع الحادث كما أن الأهالى كانوا ينتظرون بلهفة رفع العربات حتى يتسنى لهم إخراج الضحايا من تحت أنقاض العربات وقد فشلت معدات السكة الحديد أكثر من مرة فى رفع الجرار والعربتين . ويتحدث أحمد عمر أحد الناجين من الحادث أن قطار 675 القادم من محطة الطيرية مرورا بأبوالخاو كان مسرعا قبل دخول محطته وحاول السائق التهدئة قبل دخوله المحطة ولكن تأخر توقيت التحويل مع وجود فارق سرعة بين القطارين تسبب فى الكارثة ويتساءل: أين أجهزة اللاسلكى والتحكم الآلى بالقطارات وأين المحاكى «السيمولاتور « الذى يستخدم فى تدريب السائقين على القيادة السليمة للقطارات.