فى رد فورى على تصريحات الرئيس الروسى خلال خطابة السنوى «حالة الأمة»، ذكرت الخارجية الأمريكية فى بيان أمس أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أكد ما كانت تعرفه واشنطن منذ فترة طويلة حول قدراته الصاروخية عندما كشف عن إضافة صواريخ جديدة إلى الترسانة النووية الروسية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعد انتهاكا مباشرا من قبل موسكو لكل المعاهدات التى وقعهتا سابقا فى هذا الصدد. وقالت هيذر نويرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى البيان إن: «روسيا تطور أسلحة تهدد الاستقرار لأكثر من عقد من الزمن، وهو ما يمثل انتهاكا مباشرا لالتزاماتها التعاهدية». ونفت المتحدثة ما وصفته ب «زعم روسيا» أن مراجعة السياسة النووية الأمريكية دفعت موسكو إلى تطوير الأسلحة. وأضافت أنها تعتقد أن الولاياتالمتحدة متمسكة بالتزاماتها التعاهدية. وأشارت إلى أنه مع اقتراب الانتخابات فى روسيا، يقوم بوتين «بإشغال الجمهور هناك إلى حد ما» عندما قام بتشغيل مقطع مصور يظهر فيه تلك الصواريخ. ومن جانبها، قللت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» من شأن تصريحات بوتين بشأن أسلحة بلاده النووية الجديدة، وقالت دانا وايت المتحدثة باسم «البنتاجون»فى تصريحات للصحفيين إن تصريحات الرئيس الروسى ليست مفاجأة. فى الوقت نفسه، أعرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال اتصال هاتفيا جرى بينهما أمس عن قلقهما إزاء تصريحات بوتين. وفى برلين، أكد ساسة ألمان بارزون من التحالف المسيحى الديمقراطى الذى تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل وآخرون من الحزب الاشتراكى الديمقراطى أن النظام القائم بين الولاياتالمتحدةوروسيا لضبط عملية التسلح النووى بات فى خطر، وأضافوا أنه وفى ضوء التطورات الأخيرة فإن هناك ضرورة لإطلاق مبادرات جديدة لضبط هذا التسلح والحد منه. وفى الشأن ذاته، حذرت أجنيسزكا بروجر خبيرة شئون الدفاع فى حزب الخضر الألمانى مما وصفته ب«دوامة» تسلح نووى فى الشرق والغرب على خلفية خطط بوتين بشأن أسلحة نووية جديدة، وقالت بروجر: «بتهديداتهما المستمرة وإعلانهما عن خطط التسلح، يقضى الرئيس الروسى بوتين ونظيره الأمريكى دونالد دونالد على الأسس القليلة الفعالة للضبط الدولى للتسلح النووي». وأضافت: «عندما يفشل رئيسا أكبر قوتين نوويتين فشلا ذريعا فى قضايا ضبط التسلح النووي، فإنه يتعين على الاتحاد الأوروبى الاستيقاظ من سباته الشتوى والمطالبة بوضوح بالتعاون فى سياسة الحد من انتشار الأسلحة النووية». وفى المقابل، أعلن دميترى بيسكوف المتحدث الرسمى باسم الكرملين أن «ما كشف عنه بوتين من أسلحة ليس إعلانا عن بداية سباق للتسلح، بل مجرد رد عملى على انتهاك معاهدة الحد من الأنظمة الصاروخية وضد قرار الولاياتالمتحدة حول الخروج من هذه المعاهدة، وردا على عملية نشر عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية وانتهاك التكافؤ النووى ومحاولات تحييد القوات الاستراتيجية لروسيا الاتحادية». وأكدت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية أن ما أعلن الرئيس بوتين عنه من أسلحة حديثة لا يهدف إلا لتحقيق التكافؤ النووى ودعم القدرات الدفاعية لروسيا. وأضافت أن الإعلان عن مثل هذه الأسلحة دعوة إلى الحوار من مواقع تختلف عن ذى قبل، وليست «طلبا» أو «خوفا من تهديدات».