* 30 مليار دولار تعهدات دولية لإعادة الإعمار وسلسلة من المبادرات الإغاثية على مدار 3 سنوات * أمير الكويت : ندعم جهود العراق الشقيق للتعافى من آثار الحرب على الإرهاب جاء التزامن بين احتفال الكويت الشقيقة بأعيادها الوطنية يومى 25 و26 من فبراير واستضافتها مؤتمر إعادة إعمار العراق منتصف الشهر الحالى مؤشرا على السمات الانسانية التى طالما وصُفت بها السياسة الكويتية فى عهد الشيخ صباح الأحمد . وبلغت تعهدات الدول المشاركة فى المؤتمر ما يتجاوز 30 مليار دولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب. وقال الشيخ صباح الأحمد أن بلاده تدرك حجم الدمار الذى لحق بالعراق جراء الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ، ورأى أن إعادة الإعمار عمل لن يتمكن العراق من التصدى له وحده ، داعيا المجتمع الدولى إلى «المشاركة فى هذا العمل وتحمل تبعاته» ، ومؤكدا دعم الكويت لجمهورية العراق الشقيق وللشعب العراقى والذى ينعكس فى أحد صوره بانعقاد المؤتمر الدولى لإعادة إعمار العراق، والذى يمثل منصة دولية للحكومة العراقية لمواصلة جهودها فى عملية إعادة الإعمار حتى تتعافى من آثار هذه الحرب . وفى تصريح مماثل اكد وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد أن التزام المجموعة الدولية حيال العراق كان واضحا خلال المؤتمر مع مبلغ إجمالى قيمته 30 مليار دولار مضيفا ان هذا المبلغ نتج عن زخم واسع من مشاركة 76 دولة ومنظمة إقليمية ودولية علاوة على 51 من الصناديق التنموية ومؤسسات مالية إقليمية ودولية و107 منظمات محلية وإقليمية ودولية من المنظمات غير الحكومية و1850 جهة مختصة من ممثلى القطاع الخاص . وخصصت الكويت التى تعرضت إلى اجتياح عراقى نفذه النظام السابق عام 1990، مليارى دولار على شكل قروض واستثمارات علاوة على دعوتها واستضافتها للفعاليات ، فى مؤشر رأى المراقبون انه تجسيد لإيمان الكويت بوحدة المصير مع اشقائها العرب ، وضرورة اعلاء مصالح الشعوب ، وعدم التوقف عند محن وازمات الماضى . وجاء المؤتمر الذى عقد على مدار ثلاثة ايام تتويجا لسلسلة من المبادرات تجاه الشعب العراقى الشقيق ، وانطلاقا من دبلوماسيتها الانسانية التى تستهدف تقديم العون لمختلف المناطق المنكوبة عبر العالم، حيث عززت دولة الكويت وعلى مدى السنوات الماضية مساعداتها الى المناطق العراقية المدمرة جراء الحرب على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). ومنذ ان عانى العراق فى عام 2014 من سيطرة (داعش) على مساحات شاسعة ومدن عديدة فى ارجائه ادت الى موجات نزوح كبيرة للعراقيين وظروف انسانية صعبة ، سارعت دولة الكويت الى رفع وتيرة مساعداتها الانسانية على اختلاف اوجهها للعراق من خلال ارسال قوافل الاغاثة الطبية والغذائية الى النازحين المتواجدين فى مخيمات اللجوء. حزمة مساعدات متكاملة وتنوعت اوجه المساعدات الكويتية للعراق لتشمل مختلف المجالات والقطاعات الحيوية فقد ساهمت فى بناء المدارس والمراكز الصحية وارسلت المساعدات الاغاثية والعينية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المعنية. وبدروها كثفت جمعية الهلال الاحمر الكويتى والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية من جهودهما الاغاثية فى العراق فيما زاد الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية من مساهماته الداعمة لإعادة اعمار المناطق المتضررة جراء العمليات العسكرية. وقرر مجلس الوزراء الكويتى فى يونيو عام 2014 تقديم مساعدات انسانية عاجلة للنازحين العراقيين جراء تدهور الاوضاع الامنية فى العراق وذلك عن طريق هيئات ومنظمات الاممالمتحدة الانسانية المتخصصة فى هذا المجال. وتنفيذا للقرار الحكومى قدمت دولة الكويت فى صيف العام ذاته مساهمة بقيمة 10 ملايين دولار امريكى لوكالات الاممالمتحدة الانسانية والمنظمة الدولية للهجرة استجابة للازمة الانسانية المتدهورة فى العراق كما تبرعت بمبلغ ثلاثة ملايين دولار للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فى الاممالمتحدة دعما لعمليات المفوضية فى العراق. ومع تفاقم الوضع الانسانى جراء العمليات العسكرية بين الجيش العراقى و(داعش) فى عام 2015 اعلنت دولة الكويت فى يونيو من العام ذاته التبرع بمبلغ 200 مليون دولار امريكى لتخفيف معاناة الشعب العراقي. وقوبل هذا التبرع السخى الذى قدمته دولة الكويت لتخفيف المعاناة الانسانية فى العراق بإشادات من الاممالمتحدة ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي. وقررت جمعية الهلال الاحمر الكويتى فى نوفمبر عام 2015 بناء اكبر مخيم للنازحين العراقيين فى اقليم كردستان العراق مؤلف من 500 وحدة سكنية كما قامت الجمعية بتوزيع مواد غذائية على نحو 56 ألف فرد من العائلات النازحة خارج المخيمات فى مدن كردستان. وبتوجيهات امير الانسانية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بالتخفيف عن كاهل العائلات النازحة فى العراق اطلقت دولة الكويت فى ابريل عام 2016 حملة لتوزيع مساعدات على عائلات نازحة فى البصرة. اغاثة طبية وتعهدت دولة الكويت خلال مؤتمر المانحين لدعم العراق الذى عقد فى يوليو 2016 فى واشنطن تحت رعاية الكويت ودول اخرى بتقديم مساعدات انسانية للعراق بقيمة 176 مليون دولار مخصصة للاحتياجات الاغاثية والطبية بإشراف المؤسسات الكويتية المعنية. وفى هذا الصدد قال مساعد وزير الخارجية الكويتى لشؤون التنمية والتعاون الدولى ناصر الصبيح آنذاك انه تم توجيه 30 مليون دولار لأعمال الاغاثة الانسانية و46 مليون دولار اخرى للاستجابة السريعة على خلفية ما حصل فى مدينة الفلوجة العراقية وذلك بعدما تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم (داعش) منها. ودعما لجهود دولة الكويت الاغاثية للعراق قدمت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية عبر حملة (نحن معكم) مساعدات للاشقاء العراقيين النازحين فى محافظتى الانبار وصلاح الدين تجاوزت قيمتها فى سبتمبر عام 2016 المليون دولار امريكي. وقامت الهيئة بالتعاون مع الجمعية الطبية العراقية الموحدة للاغاثة والتنمية بإقامة ثمانى محطات لتكرير المياه الى جانب تجهيز عيادة طبية متنقلة وتقديم مواد ومستلزمات طبية ومساعدات غذائية للاسر النازحة بقيمة مليون و88 ألف دولار امريكى لفائدة نحو 600 ألف نازح. وفى اكتوبر عام 2016 باشرت حملة (الكويت بجانبكم) الممولة من قبل الجمعية الكويتية للاغاثة توزيع آلاف المدافئ النفطية على الاسر النازحة والعائدة من النزوح فى عدد من محافظاتالعراق. وساهمت حملة (الكويت بجانبكم) بتوزيع مئات الآلاف من السلال الغذائية على النازحين فى مختلف مدن اقليم كردستان العراق اضافة الى انشاء مدارس ومراكز صحية للنازحين العراقيين. اشادة دولية وفى نوفمبر عام 2016 اعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقيها مساهمة من دولة الكويت بقيمة ثمانية ملايين دولار لتقديم المساعدة لعشرات آلاف النازحين العراقيين واستجابة للاحتياجات الانسانية فى مدينة الموصل جراء فرار عشرات الآلاف من سكان المدينة من الاوضاع الامنية الصعبة والمواجهات العسكرية مع تنظيم (داعش). واشادت المفوضية بهذه المساهمة السخية مشيرة الى ان دولة الكويت تبرعت خلال اربع سنوات بنحو 360 مليون دولار لدعم الانشطة الانسانية للمفوضية فى المنطقة لتحافظ على مكانتها كاكبر المانحين للمفوضية فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وفى الشهر ذاته سلمت دولة الكويت مبلغ ستة ملايين دولار امريكى لبرنامج الاممالمتحدة الانمائى ومنظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) تلبية للاحتياجات الإنسانية فى العراق عن طريق الوكالات الدولية المتخصصة والصناديق التابعة للأمم المتحدة. كما سلمت دولة الكويت فى ديسمبر عام 2016 مساهمة طوعية بقيمة خمسة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهود المنظمة فى التعامل مع التداعيات الصحية الناجمة عن العمليات العسكرية فى مدينة الموصل شمالى العراق. وقبل نهاية عام 2016 باشرت دولة الكويت ممثلة بقنصليتها العامة فى اربيل بتنفيذ اكبر مشروع فى مجال التربية والتعليم للنازحين العراقيين بإقليم كردستان العراق بتوزيعها 20 ألف حقيبة مدرسية ولوازم مدرسية اضافة الى بناء مدرسة للنازحين فى أربيل. وفى اطار المساعدات الكويتية المقدمة لنازحى الموصل ابرمت جمعية الهلال الاحمر الكويتى فى مطلع العام الماضى مع احدى شركات اقليم كردستان عقدين لبناء خمس مدارس وثلاثة مراكز طبية للطوارئ فى مدينتى اربيل ودهوك. الكويت بجانبكم ووزعت دولة الكويت فى يناير العام الماضى مواد غذائية على 33 ألف نازح عراقى فى مدينة كركوك ضمن حملة (الكويت بجانبكم) لإغاثة النازحين العراقيين كما وزعت فى مارس من العام ذاته نحو اربعة آلاف سلة غذائية فى الاحياء المحررة من الجانب الايسر لمدينة الموصل بتمويل من الجمعية الكويتية للاغاثة ضمن الحملة ذاتها. وضمن حملة (الكويت بجانبكم) ايضا اعلن القنصل العام لدولة الكويت فى اربيل عمر الكندرى فى مارس العام الماضى ان الجمعية الكويتية للاغاثة مولت مشروع حفر 10 آبار ارتوازية للنازحين العراقيين فى عدد من احياء ومناطق مدينة اربيل. وفى مايو العام الماضى اعلنت قنصلية الكويت فى اربيل عن تمويل دولة الكويت إنشاء جناح خاص فى مستشفى الطوارئ بمدينة اربيل بغية استقبال أكبر عدد من المصابين جراء العمليات العسكرية فى الموصل. واطلقت حملة (الكويت بجانبكم) التى تمولها الجمعية الكويتية للاغاثة فى شهر يوليو العام الماضى دفعة جديدة من الاعانات المالية الشهرية ضمن مشروع خاص لكفالة الايتام العراقيين فى عدد من المحافظات مثل بغداد وصلاح الدين والانبار ونينوى كما وزعت الحملة 60 طنا من المواد الغذائية و18 ألف قنينة مياه شرب فى احياء (تموز) و(الرفاعي) بالجانب الايمن من مدينة الموصل. وفى اغسطس من العام الماضى واصلت القنصلية الكويتية العامة فى البصرة حملة توزيع المساعدات على الاسر النازحة والمتعففة بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر الكويتى وقدمت سلالا غذائية بالاضافة الى 500 قسيمة شرائية مدفوعة الثمن وزعت فى مناطق متنوعة من اقضية مدينة البصرة ونواحيها ومراكزها. وفى الشهر ذاته قدمت دولة الكويت مساعدات طبية تزن 55 طنا من الادوية المختلفة لمستشفيات الموصل واقليم كردستان العراق فى اطار حملة (الكويت بجانبكم) الانسانية كما وزعت سلالا غذائية وقنانى مياه على اهالى الجانب الايمن من مدينة الموصل بعد تحريرها من تنظيم (داعش). وبمبادرة انسانية كويتية انطلقت فى مدينة اربيل فى اقليم كردستان خلال شهر اغسطس العام الماضى حملة لعلاج مدنيين عراقيين بترت اطرافهم جراء العمليات العسكرية فى مدينة الموصل تزامنا مع احتفالات العراق بتحرير المدينة التاريخية من سيطرة (داعش ) . واحدة من أفضل النماذج فى العالم العربى ديمقراطية الكويت..تجربة ثرية وتتويج لمبادىء الشعب الكويتى «الدواوين» .. برلمانات مصغرة وتطبيق عملى للديمقراطية فى كل ربوع الكويت
تشهد دولة الكويت خلال شهر فبراير الجارى الاحتفالات بعدد من المناسبات فى مقدمتها العيد الوطنى السابع والخمسين وذكرى التحرير السابعة والعشرين ، وقبلها بأسابيع قليلة احتفل الكويتيون بالذكرى الثانية عشرة لتولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم فى البلاد. وتمثل احتفالات الكويت تتويجا كبيرا لتجربة الشعب الكويتى الديمقراطية المميزة، حيث قامت دولة الكويت على أسس ومبادىء الديمقراطية الحقة منذ تأسيسها فى القرن ال 18 ، حين التف الكويتيون حول حكامهم لتشهد تجربة ديمقراطية رائدة وفريدة ، كان دستور لها فى العام 1962 فى عهد امير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح بداية انطلاقة حقيقية لهذه التجربة الثرية.
ولذك فإن روح الديمقراطية تعتبر أصيلة ومتجذرة فى المجتمع الكويتي، حيث تجلت بشكل واضح على العلاقات والروابط بين الحاكم والمواطنين منذ نشأة الكويت ككيان سياسى ، حيث كانت العلاقة بين القيادة وأبناء الشعب علاقة الأسرة الواحدة التى تحمل قيم وعادات وتقاليد لا تحيد عنها. الدواوين..تطبيق عملى للديمقراطية وشهدت الكويت منذ تأسيسها مظاهر عديدة للعمل الديمقراطى وممارسة الشورى وآليات الحكم واتخاذ القرار، وكان من أهم وأعرق تلك المظاهر هو انتشار الدواوين فى ربوع الكويت والتى تعتبر فى واقع الأمر بمثابة برلمانات محلية مصغرة يتبادل فيها الجميع وأهل الرأى والشورى الآراء والنقاشات بشأن القضايا المختلفة للمجتمع، وأصبحت الدواوين بمرور الوقت تعقد تقريبا فى كل بيت وبشكل دائم ودورى لتجمع بين أفراد العائلة الكويتية والجيران والأصدقاء وجميع المواطنين حكاما ومحكومين لتجسد الديموقراطية فى زى عربى وخليجى أصيل. المجلس البلدى لتنمية المجتمع أما أول تجربة انتخابية فى المجتمع الكويتى فكانت بإنشاء المجلس البلدى عام 1930 ، بهدف وضع اسس ومعايير لتنمية وخدمة المجتمع ،ليشارك الكويتيون بشكل فاعل فى إدارة شؤون البلاد. وكان المجلس البلدى يتكون عن طريق الانتخابات المحدودة من 11 عضوا ورئيس دائم ومدير، وينتخب الأعضاء والمدير كل سنتين، كما يجتمع الأعضاء مرة فى الاسبوع للتباحث حول وجهات نظرهم بشأن احتياجات الناس وأهم الأعمال المطلوب القيام بها فى مجالات التعليم والأمن والصحة والانشاءات وغيرها. وبعد تأسيس المجالس البلدية، وقعت انتخابات لدوائر المعارف والصحة والأوقاف عام 1936 وهى الانتخابات التى عززت من مبدأ الشورى والمشاركة السياسية المنظمة فى تنظيم شؤون الدولة . المجلس التشريعي..ودستور الكويت وتواصلت مسيرة الديمقراطية فى الكويت وتطورت بشكل ملحوظ، ففى العام 1938 اتجه الكويتيون للمشاركة بالحكم بشكل أكثر نيابية وديمقراطية من أجل عمل عدد من الإصلاحات عدة فى مجالات السياسية والاقتصاد وشؤون المجتمع ، فكان السعى لإنشاء مجلسا تشريعيا حين أنشأ بعض التجار تجمعاً تحت مسمى ‹الكتلة الوطنية ‹ واختار أعضاء الكتلة ثلاثة ممثلين عنهم ليرفعوا رسالة للامير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح تضمنت رغبة فى المشاركة فى تسيير أمور البلاد اعتمادا على أساس المبايعة وجعل الحكم شورياً بين الحاكم والمحكوم ، و باعتبار أن التطور فى مختلف جوانب الحياة يحتم الأخذ بمبدأ الشورى ، فاستجاب الحاكم لرغبتهم وقرر إجراء انتخابات وأيده فى ذلك نائبه وولى عهده الشيخ عبد الله السالم الصباح. وفى اليوم التالى لموافقة الأمير على اجراء الانتخابات تم إعداد قائمة تضم 320 ناخباً تم استدعاؤهم للإدلاء بأصواتهم للانتخابات التى فاز فيها 14 عضوا من بين 20 مرشحا تقريباً وتم اختيار الشيخ عبد الله السالم رئيساً للمجلس. وبعد أن باشر المجلس مهامه قام بصياغة مشروع دستور الكويت فى الأسبوع الأول من يوليو 1938 حددت فيه اختصاصات المجلس التشريعى وحاز المشروع على إجماع أعضاء المجلس ، وتم رفعه للأمير للمصادقة عليه بتاريخ 9 يوليو 1938 . مظاهر مميزة لديمقراطية الكويت وإضافة إلى الديوانيات التى هى واحدة من أهم مظاهر الديمقراطية فى الكويت هناك عدد من المظاهر التى عززت من المشاركة الفعالة لجميع أفراد المجتمع الكويتي، فكان حق المرأة فى التصويت والترشح للانتخابات منذ عام 2005 عندما وافق مجلس الأمة على تعديل قانون الانتخابات بما يسمح للمرأة بالمشاركة فى العمل السياسى واسفر ذلك عن فوز بعض النساء فى الانتخابات البرلمانية التى تلت هذا التعديل . ومن أهم مظاهر الديمقراطية فى الكويت ايضا الدور البارز والفاعل لمجلس الأمة فى مراقبة أعمال الحكومة وإصدار تشريعات تواكب الحاضر وتعزز من قدرة الكويت على المضى فى سبيل استقرارها ونهضتها. ويرى المراقبون إن تدخل الأمير كحكم بين السلطات وفقا للمواد 102 و107 من الدستور الكويتى ساهم فى تجنب الكويت أزمات من عدم الاستقرار السياسى باللجوء إلى الناخبين ليكونوا الفيصل فى الخلاف بين الحكومة . نموذج عربى ناجح ووفقا للتقارير الدولية تعد الظاهرة الديمقراطية الكويتية واحدة من افضل النماذج فى العالم العربى والتى تعكس الصورة المشرقة لدولة الكويت فى ضوء الازدهار الذى تعيشه منذ تأسيسها ليسهم ابناؤها فى عملية البناء وتطوير مؤسسات الدولة، والتى تشكل علامة فارقة فى المنطقة. وتعد الكويت أحد أعمدة استقرار الخليج والمنطقة نظرا لاستقرارها الداخلى من جهة، ولانفتاحها على العالم ومواقف قيادتها الحكيمة من جهة أخرى، وهو ما أهلها لتكون مصدر ثقة للجميع ومحور الوساطات والمصالحات العربية ولعل من ابرز النماذج لهذا الدور ما قام به الشيخ صباح الاحمد فى الازمة الاخيرة التى شهدتها المنطقة بين قطر وعدد من شقيقاتها العربيات ، والتى لا تزال الجهود قائمة لاحتوائها والوصول لصيغة توافقية تحقق مصلحة الجميع فى ظل الثوابت والقيم المشتركة . وتشير تقارير دولية الى أن دولة الكويت تمتلك مؤسسات سياسية قوية فى كثير من النواحى ما يجعلها مستعدة لمواجهة عديد من التحديات التى تفشل دول اخرى فى مواجهتها، وفى مقدمتها مجلس الامة او البرلمان الذى يتمتع بسلطات قوية فى الرقابة والتشريع وفقا للدستور اذ يتيح المجلس للمواطنين فرصة الاطلاع على كيفية تعاطى الحكومة مع التطورات السياسية والاقتصادية كما ان وجود مجلس برلمانى قوى ومسئول من شأنه تقوية الدولة لاسيما فى التصدى للمخاطر الخارجية والداخلية على حد سواء ولعل ذلك هو ما اتاح للكويت تجاوز عدد من المحن والتطورات التى شهدتها المنطقة فى العقود الاخيرة وابرزها محنة الغزو الغاشم عام 1990 وما سمى حالة الربيع العربى الذى أدى إلى معاناة عدد من الدول العربية .