تعالت بعض الأصوات الأسبوع الماضى منتقدة خروج 166 قطعة من مقتنيات توت عنخ آمون فى معرض يجوب أكبر مدن العالم... رفض وخطاب موجه لرئيس الجمهورية وبلاغ للمحامى العام كل هذا ظهر خلال الأيام الماضية فقط، بالرغم من أن المعرض أعلنت عنه وزارة الآثار ونشرت تفاصيله وصور القطع الأثرية التى ستخرج فيه فى الجريدة الرسمية منذ أكثر من شهر. وكما يؤكد الدكتور خالد العنانى وزير الآثار أن الأثار القديمة هى إحدى ركائز قوة مصر الناعمة ، وأن ضرب هذه القوة الناعمة ،جزء من الحملة الموجهة ضدها فى حربها على الإرهاب . ووصف المعارض الخارجية بأنها خير سفير لمصر وللترويج لها، الأمر الذى يكون له اكبر الأثر فى استعادة حركة السياحة، حيث يصاحب كل معرض حملة دعائية كبيرة، بالإضافة الى العائد المادى لهذه المعارض. وعن تفاصيل معرض توت عنخ آمون، يقول وزير الاثار إن خروج اى معرض للآثار المصرية تسبقه عدة إجراءات صارمة، أولها عرض الطلب الذى تتقدم به الجهة المنظمة للمعرض على لجان المعارض الخارجية، والتى تضم شخصيات مرموقة من داخل وخارج الوزارة، وقد تقدمت الجهة المنظمة لمعرض توت عنخ آمون بالطلب فى شهر يونيو 2016، وكان من ضمن القطع المطلوبة التابوت الذهبى للملك توت، و تم رفض الطلب من اساسه، و تم ابلاغ الجهة ان المعرض لن يخرج فيه أى من القطع الفريدة للفرعون الذهبي، لا التابوت ولا القناع ولا كرسى العرش، و يضيف وزير الاثار انه بعد المفاوضات الفنية والمادية لأكثر من عام، تم الاتفاق على القطع التى ستخرج، كما تم الاتفاق على العائد المادى للمعرض وقدرة 5 ملايين دولار لكل مدينة بإجمالى 50 مليون دولار ل 10 مدن، بالإضافة إلى 10% من إجمالى دخل المبيعات من هدايا وغيرها والتى تتم على هامش المعرض، بجانب نسبة من التذاكر. وقال العنانى ان الجهة المنظمة تقدمت بطلب لإقامة المعرض فى الفترة ما بين 22 مارس 2018 حتي 30 نوفمبر 2024، وبلغت القيمة التأمينية للمعرض 862.800.000 دولار، يجوب فيها فى 10 مدن كبرى، ويبدأ المعرض فى مدينة لوس انجلوس الامريكية الشهر القادم. واشار الوزير الى ان الجانب المنظم تقدم بخطاب ضمان حكومى من سفير أمريكا بالقاهرة عن المدينة الأولي، وتتعهد فيه الحكومة الأمريكية بضمان سلامة وحماية القطع الأثرية ضد الحجز أو الاستيلاء أو المصادرة أثناء وجودها فى أراضيها. كما قدم وثائق التأمين اللازمة لتغطية القيمة التأمينية ل 166 قطعة أثرية، وذلك عبر شركات التأمين المصرية وإعادة التأمين عبر شركة عالمية، لافتا الى ان النقل يتم عن طريق شركة مصر للطيران. من ناحيتها قالت الهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بالوزارة انه قبل خروج اى قطعة اثرية فى اى معرض يتم عمل تقرير حالة للقطعة وتصويرها من جميع الجوانب، وإذا كانت تحتاج الى ترميم يتم هذا الترميم قبل السفر القطع، مضيفة انه لأول مرة تم عمل بصمة لكل قطعة من القطع المشاركة فى هذا المعرض، لتسهيل تتبعها. الدكتور زاهى حواس وزير الاثار السابق أكد على اهمية إقامة المعارض الخارجية، موضحا انها تعود للدولة بمئات الملايين من الدولارات، وان حفل افتتاح هذه المعارض يعد دعاية إعلامية ودعاية سياحية غير عادية لمصر، على حد قوله، واشار الى ان الآثار فى العالم كله تسافر و تتنقل بين البلاد، و يتم عمل تأمين لها على أعلى مستوي، وأشار الى انه لم يحدث فى تاريخ إقامة المعارض فى العالم من قبل ان يتم تأمين معرض بهذا المبلغ الضخم الذى يقترب من المليار دولار. وأضاف ان الكثير من القطع الأثرية فى هذا المعرض مكررة، و قال انه يرى ان قوة مصر الثقافية تعود على الساحة العالمية بهذا المعرض وغيره من معارض الآثار المصرية .