30 يونيو 2019 هو الموعد المحدد لنقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية، خبر نشر بالصحف منذ عدة أسابيع يبشرنا بقرب إنتهاء أكبر مشروع حضاري مصري وهو مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ولكن من هو الساكن الجديد للعاصمة التي تكلفت مليارات الجنيهات، الساكن هو الموظف المصري والذي سينتقل تبعا للوزارات التي سيتم نقلها هناك... ولكن من هو الموظف المصري ؟؟ هو ذلك الشخص الذي تقف أمامه ذليلا عند استخراج أو تجديد رخصتك أو بطاقتك الشخصية أو الحصول علي معاشك أو إرسال حوالة بريدية لقريب أو صديق داخل أو خارج مصر وهو نفس الموظف التي يتلذذ بتعذيبك وأنت تنتظره واقفا في طابور طويل لتصل إليه ليخبرك وهو متشفيا فيك دون سبب أن أوراقك ناقصة أو إذهب لتصور بطاقتك وارجع تاني للوقوف في الطابور من أوله، وطبعا لا ننسي العبارة الشهيرة "فوت علينا بكره" . الحق يقال أن هذا لا يحدث من كل الموظفين فدائما تجد الموظف إبن الحلال الذي يصعب عليه حالك ويحاول أن ينهي أوراقك دون أن يطلب جنيها واحدا مكتفيا بدعائك له ولأولاده . ولكن الموظف من عينة "فوت بكره" أو الموظفة التي تأخذ نصف سنوات خدمتها أجازات ما بين حمل ورضاعة وتربية وتعليم وعارضة وسنوية، أو رئيس المصلحة الذي يعتبر مكتبه خط أحمر لا يمكن الإقتراب منه إلا للمحاسيب وأصحاب كروت التوصية ، كل هؤلاء يجب آلا يدخلوا العاصمة الإدارية الجديدة أو يشموا حتي رائحتها، فهم من سيفسد هذا الصرح الحضاري العملاق وسيجعله نسخة طبق الأصل من وزارات العاصمة القديمة من روتين وتعذيب للمواطن. ياريت نختار الموظف الذي سينتقل مع وزارته للعاصمة الجديدة بعناية شديدة وكل موظف معروف جيدا سواء كان متميزا أو فاسدا ، وياريت الحكومة تريح المواطنين وتجعل العمل في الوزارات عن طريق الكمبيوتر بحيث لا يتحمل المواطن مشقة الذهاب للعاصمة الجديدة وحتي لا يقع تحت ضغط وتعذيب موظف لا يعرف الرحمة أو الشفقة . يجب أن نلغي الموظف المصري المعتاد وأن نستبدله بموظف عصري وحديث أو في حالة عدم وجوده نستبدله بموظف اليكتروني. لمزيد من مقالات عادل صبري;