كيف يمكن للأسرة المصرية مواجهة قوى الشر وحملاتهم المستمرة بهدف مقاطعة الانتخابات الرئاسية وعدم المشاركة فى تحديد مصير البلاد لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى سبيل مصالحهم وأجنداتهم الخاصة؟. وكيف إذن تكون المشاركة السياسية للأسرة مشاركة فعالة وإيجابية باعتبارها خط الدفاع الأول عن المجتمع المصرى ضد أى مكروه يسيء للبلاد؟.. سألنا المتخصصين والرد فى السطورالتالية: بداية يوضح د.عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق قائلا: هناك فى علم النفس مايسمى التنشئة والمشاركة السياسية داخل محيط الأسرة المصرية بمعنى أن الأم ممكن أن تعمل نموذجا مصغرا للدولة فيه تعدد آراء واحترام للرأى الآخر والتعريف بالحقوق والواجبات لكل فرد من أفراد الأسرة، بمعنى أن الطفل منذ صغره يتعلم أن يرتب غرفته ومكتبه ويؤدى واجباته المدرسية، ودور الأم هنا مهم جدا فى تعريف الطفل بحقوقه وواجباته وتعريفه بالنظام السياسى وتعميق الولاء والانتماء للوطن والمحافظة على ممتلكات الوطن ومعاملة الآخرين باحترام متبادل، ومهم جدا للأم أن تعرف أبناءها بالإنجازات التى قام بها الرئيس وأهمية دوره وتذكرهم أن البلد كان فوضى ومنعدم الانضباط والاستقرار عكس الوضع حاليا الذى يسوده الأمن والأمان والاستقرار، وكذلك يجب على الأم أن تشيع جوا ديمقراطيا فى البيت.. فمثلا تسأل الأبناء ماذا تريدون أن تأكلوا اليوم؟.. وكذلك أى الأماكن ترغبونها فى فسحة الأسبوع؟ وأى الأماكن ترغبونها هذا الصيف وأشياء كثيرة من هذا القبيل.. وهنا يشعر الابن أن له رأيا وأن رأيه مهم ومؤثر وهذه بداية المشاركة السياسية.. وبالطبع المدرسة والجامعة يستكملان دور الأسرة ووسائل الإعلام تستكمل الدورين، وليس شرطا أن يبلغ الابن السن القانونية حتى يشارك فى المسألة السياسية الفعلية ولكن من قبلها فليس هناك مانع من أن يحضر مؤتمرات وندوات منذ صغره ويتابع الأحداث ونشرات الأخبار بتوجيه من الأسرة الأب والأم والأشقاء الأكبر منه وهذا نوع من الوعى السياسى والتنشئة السياسية وهما الاثنان يؤديان الى المشاركة السياسية الفعالة. د.عماد مخيمر د. فراج سيد محمد فراج
ويستطرد قائلا: كنت قد أشرفت على بعض رسائل الماجستير والدكتوراة التى أثبتت وجود علاقة قوية بين المشاركة السياسية والوعى السياسى لدى الأم والأب وبين المشاركة السياسية والوعى السياسى لدى الأبناء والتى أسفرت عن انه عندما يكون الأم والأب لديهما اهتمام ووعى سياسى يتولد لدى الأبناء هذا الوعى وينتج عن مشاركة سياسية فعالة والعكس هو الصحيح، فعندما يكون الأب والأم غير مهتمين بالوعى السياسى او التنشئة او المشاركة السياسية يتولد لدى أولادهما شعور بالعزوف عن المشاركة السياسية وهذا يعتبر خطرا على المستقبل. وأسأل أستاذ علم النفس عن الذى يجب اتباعه يوم الانتخابات الرئاسية من قبل الأسرة المصرية؟.. قال: إذا كان هناك أطفال صغار تصطحبهم الأم الى لجنة الانتخابات حتى يعيشوا الأجواء المتعلقة بالعملية الانتخابية وتسمح لهم بوضع صوتهم فى الصندوق الزجاجى.. وإذا كانوا شبابا وسنهم تسمح بالانتخاب فيجب على الأب والأم أن يحرصا على إقناع الأبناء بالنزول والمشاركة وأن يعرفوهم انهم المستقبل واقناع أصحابهم ايضا بالنزول، وتنزل الأسرة كلها لتنتخب فى يوم فسحة ويوم ترفيه وان يتناولوا غذاءهم أو عشاءهم خارج المنزل، وهذا يعتبر يوم عيد لأن البلد يتجدد فى هذا اليوم. ومن المنظور الاجتماعى يؤكد د. فراج سيد محمد فراج أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية الآداب جامعة قناة السويس أن الأسرة مؤسسة ذات طابع سياسي حيث فيها صنع واتخاذ وتنفيذ القرار وهذه الثلاثة تسمى بناء القوة أى أن من حق الأبناء الرأى فى اتخاذ القرار فى أى شيء يتم فى محيط الأسرة، وهناك كثير من الأسر المصرية لايعتبرون أن أبناءهم لهم رأى مهم، كما أن فى ظل المتغيرات التى نعيشها حاليا من تطور تكنولوجى وانفلات إعلامى أصبح دور الأسرة صعبا فى السيطرة على الأبناء وخرج من نطاق الانضباط الاجتماعى فالأسرة حاليا لم تجتمع على مائدة واحدة والابناء مشغولون خارج البيت وتعلموا ثقافة التمرد ولذا اصبحت عملية المشاركة السياسية للأسرة فيها تحديات كبيرة، فالتنشئة الاجتماعية والسياسية تلعب الأسرة دورا كبيرا فى تنميتها لدى الأبناء، ولذا مطلوب منهم أن يسمحوا للابن بأن يقول رأيه، وإذا لم يعجبهم يوضحون له أن رايه غير قابل للتطبيق حتى لايشعر بالقهر ولايكون متمردا فيما بعد، كما يجب على الأسرة أن تتبع نظرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى التربية وتعتبر أعظم نظرية فى التنشئة الاجتماعية والتى تقول : «ولدك ريحانة من رياحين الجنة فاجعله كذلك لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك له الحبل على الغارب».. وكدور اجتماعى للأسرة فى المشاركة السياسية لابد أن الأسرة تفهّم الأولاد منذ الصغر أن الدولة فى النظام السياسى تقوم على 3 أركان: ارض لها حدود جغرافية، وشعب على هذه الارض، ونظام سياسى وهو الذى يدير العلاقة بين الوطن والمواطن وبمشاركتهم فى العملية الانتخابية سيكونون شركاء فى هذا النظام السياسى وهنا تتولد الثقة فى انفسهم ويشعرون باهمية مشاركتهم السياسية سواء كان فى الانتخابات او اى نشاط سياسى آخر ، والأم بالذات لها دور مهم فى اقناع الأبناء على النزول للانتخابات وتقول لهم انها مسألة مصيرية وانها محتاجة لهم فى هذا اليوم ليكونوا معها لمساندة البلد جميعا .