كان علي بن ابي طالب أول ذكر من الغلمان آمن برسول الله صلي الله عليه وسلم وصلي معه وصدق بما جاءه من الله تعالي وهو يومئذ ابن عشر سنين, وقيل غير ذلك, وكان مما أنعم لله به علي علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه كان في حجر رسول اله قبل الاسلام وعن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله علي يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدركون ليلتهم: ايهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا علي رسول الله كلهم يرجو ان يعطاها فقال:اين علي بن ابي طالب؟ فقيل: هو يارسول الله يشتكي عينيه قال: ارسلوا اليه فأتي به قبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرأ حتي كان لم يكن به وجع فأعطاه الرايةفقال علي: يارسول الله اقاتلهم حتي يكونوا مثلنا فقال: انفذ علي رسلك حتي تنزل بساحتهم, ثم ادعهم الي الاسلام, واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه, فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم, وهو زوج ابنته فاطمة الزهراء ولازم رسول الله صلي الله عليه وسلم من صغره فلم يفارقه الي ان مات وهو عنه راض. وهو من العشرة المبشرين بالجنة واحد الستة اصحاب الشوري ورابع الخلفاء الراشدين, بعد ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. ذكر بعض اهل العلم ان رسول الله كان إذا حضرت الصلاة خرج الي شعاب مكة وخرج معه علي بن ابي طالب مستخفيا من ابيه ابي طالب ومن جميع اعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها, فاذا أمسيا رجعا فمكث كذلك ما شاء الله ان يمكث, ثم ان ابي طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان قال لرسول الله: ياابن اخي, ما هذا الدين الذي اراك تدين به؟ قال: اي عم, هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله, ودين ابينا ابراهيم, بعثني الله به رسولا الي العباد, وانت اي عم, احق من بذلت له التضحية, ودعوته الي الهدي واحق من اجابني اليه واعانني عليه أو كما قال صلي الله عليه وسلم فقال ابو طالب: اي ابن اخي, اني لا استطيع ان افارق دين ابائي ومن كانوا عليه, ولكن والله لايخلص اليك بشئ تكرهه ما بقيت. عندما هاجر رسول الله الي المدينة أمر عليا أن يتخلف بعده بمكة حتي يؤدي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس, وكان رسول الله ليس بمكةاحد عنده شئ يخشي عليه الا وضعه عنده, لما يعلم من صدقه وأمانته, واقام علي بن ابي طالب بمكة ثلاث ليالي وايامها, حتي ادي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الودائع حتي اذا فرغ منها لحق برسول الله الي المدينة. سماه النبي صلي الله عليه وسلم أبا تراب حين جاءه الي المسجد فوجده نائما وقد لصق التراب بظهره جعل يمسح التراب عن ظهره يقول عليه السلام: اجلس يا أبا تراب وما كان له اسم احب الي علي منه.