وصولاً لأفضل وأبسط تكنولوجيات الرصد البيئى لملوثات الهواء والضوضاء والعوامل الجوية المختلفة مثل درجات الحرارة والرطوبة وغيرها توصل الباحث المصرى بجامعة ميونيخ للتكنولوجيا بألمانيا الى ابتكار تقنية جديدة لقياس العوامل البيئية ومنها جودة الهواء، والضوضاء، والمناخ المحلي، بهدف وضع خرائط حية على مدار الساعة للعوامل البيئة فى المدن، وذلك للتعرف على أسباب وأماكن الملوثات البيئية. تعتمد التقنية على تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى والاستشعار عن بعد، مع دمجها بأنظمة الاتصالات الحديثة وشبكة الانترنت، حصل الابتكار فى العام الأول على تكريم وزارة النقل ووزارة الاقتصاد الألمانيتين. كما صنفته المجلة العالمية «MIT Technology Review» كواحد من أهم 10 إبداعات فى ألمانيا، كما جاء ضمن أهم 35 إبداعا على المستوى الأوروبى فى عام2017 ، وفاز الابتكار بالمركز الأول فى مسابقة المدن الذكية «Digital Switzerland» التى أقامتها الحكومة السويسرية، متفوقا فى ذلك على 1600 متنافس على مستوى العالم . ويقول كريم هشام طراف الباحث بجامعة ميونخ للتكنولوجيا وصاحب الابتكار: أن التقنية الجديدة تعتمد على أجهزة صغيرة عبارة عن مجسات دقيقة مدعمة بتقنية الذكاء الاصطناعى يتم توزيعها على مبانى المدن والأعمدة لقياس الجسيمات العالقة بالهواء مثل أكسيد النيتروجين، الأوزون، أول وثانى أكسيد الكربون، والمركبات العضوية المتطايرة مثل مادة «الفورمالدهايد»، وقياس نسب الضوضاء بمقايس متقدمة، ودرجة الحرارة، والرطوبة والضغط الجوى، كما تستخدم التقنية الحديثة نظام اتصال الGSM لنقل البيانات إلى برامج و نظم حاسب آلى مركزية، تعمل بالذكاء الاصطناعى لتحليل البيانات الخارجية تلقائيا، بالاضافة الى تجميع بيانات من جهات أخرى كهيئات الأرصاد بالمدن مثل قوة واتجاه الرياح، التضاريس المحلية، حركة المرور وكثافة السكان بالمدن، وذلك لاستنتاج خريطة حية على مدار الساعة لعوامل البيئة فى المدينة بأكملها للتعرف على أسباب الملوثات البيئية وأماكنها، والبيانات تستخدم كقاعدة بيانات جديدة تساعد فى اتخاذ القرار لدى انظمة تنظيم الحركة المرورية، والمشاريع البيئية، وأجهزة التخطيط العمراني، أو تقديم إرشادات طبية لمرضى الأمراض الصدرية والحساسية عن أماكن التلوث فى المدن المختلفة. وأضاف الباحث أن تلك التقنية بدأ استخدامها فى عدة مشاريع بالحكومة الألمانية فى مدن ميونيخ و برن، وزيوريخ فى سويسرا، حيث استخدمت فى التخطيط العمرانى للمدن، وتقديم معلومات عن الحالة البيئية للمواطنين بعد ربطها ببرامج شركات الاتصالات، موضحا إمكانية الاستفادة من هذه التقنية فى مصر، حيث يمكن من خلالها مساعدة الحكومة المصرية فى مرحلة إنشاء المدن والتخطيط العمرانى، لوضع العوامل البيئية فى الاعتبار عند اختيار مواقع المدن الجديدة، ويمتاز الابتكار بانخفاض تكاليف تصنيعه وتشغيله، كما يمكنه أن يغطى مساحات المدن بالكامل، ويعد بديلا لإنشاء محطات الكشف البيئى الكبيرة ذات التكاليف الباهظة.