طلت علينا فى الآونة الأخيرة مجموعتان من النشطاء تدعوان الجماهير إلى عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. وهنا السؤال هل نجح هؤلاء فى التوحد حول فكرتهم؟ هل كان من الأجدى لهم أن يستجيبوا لنصيحة الرئيس ويندمجوا حتى فى مؤتمرهم هذا، بعد فشلهم فى تقليص عددهم إلى عدد محدود من الأحزاب المؤثرة بدلا من 100 حزب وأكثر بدون تأثير أو وجود وبلا مؤيدين؟! وكيف يقنع هؤلاء الجمهور العريض الذين فشلوا منذ أيام فى إقناعه بمنح أحدهم 25 ألف توكيل من كل عموم مصر فى انتخابات 2018؟ خاصة وأنه من المفترض أن المعارضة كانت تتأهب لهذا العام وتستعد منذ يناير 2011.. بكوادر وتحالفات وتنسيق.. وهو ما لم يقنع جموع المصريين، فانفضوا عن تأييدهم. والأغرب عدم تمكن أحدهم من إقناع 20 نائباً من كتلة المعارضة بتأييده.. تفسير فشل أصحاب الصوت العالى ونشطاء العالم الافتراضى فى اجتياز حتى شروط الترشح أو الاقتراب من استيفائها، وتفسير عدم غضبة الأنصار الافتراضيين حين قرروا التوقف عن المحاولة للحاق بالانتخابات.. يكمن فى أن تلك الشخصيات أتت من أحزاب وتيارات لم تشهد انتخابات داخلية حقيقية، وعلى مدار سنوات لم تقدم حلولاً سوى تخوين الجميع أو سب الجميع.. لم تخاطر بالتصدى لمشكلة حى أو حتى شارع لكى تقنعنا بأنها قادرة على الفعل ومجابهة الصعاب والصبر وبذل الجهد المضاعف وإنكار الذات، وتفرغت للتشويه والاستخفاف بأى إنجاز. فى مرحلة مفصلية مثل تلك التى تجتازها مصر، تتطلع الأعين إلى الأصوات العائمة باعتبارها رمانة الميزان فى أى انتخابات وهى الأصوات التى لا تصوت وفقا لرشى مالية أو على أساس قبلى أو حتى حزبي، وتبقى مترددة حتى اللحظة الأخيرة لأنها لا تبتغى إلا الصالح العام. وتحت هذا المسمى «الأصوات العائمة» تم تأسيس جماعة ضمير والتى عملت فى أعقاب ثورة يناير على فرضية تثبتها دوماً وقائع التاريخ هى أن شعب مصر ضد التطرف، وأنه إذا حضر للصناديق بكثافة واختار وفقاً لمعايير موضوعية وليس لمعايير عرقية أو قبلية أو التزام حزبى أو حتى بالرشى فإن النتيجة ستكون لطمة لمحترفى خطف الصناديق.. وقد تابعنا فى بعض الدوائر فى القاهرة والمحافظات محاولات للتضييق على الجمهور العادى من الناخبين حتى لا تظهر فى الصناديق إلا أصوات المناصرين المحمولين بأتوبيسات، وكان يتم هذا باختلاق مشاجرات وإطالة الطوابير بلا داع لتعطيل العملية الانتخابية أو حتى بالتهديد بالرشاشات كما حدث فى بعض القرى فى الصعيد فى انتخابات 2012.. وقد عملت تلك الجماعة على تثقيف كوادرها وكان من بينهم شرائح سنية واجتماعية وجغرافية متنوعة بلقاءات مباشرة مع الشخصيات المصرية المؤثرة فى المشهد، وكما أثرت فينا وأضافت لنا لقاءات مع الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر د. أحمد الطيب، أتاحت لنا اللقاءات المباشرة استشعار كذب بعض المرشحين آنذاك وعنصريتهم ضد الآخر وقدراتهم التنظيمية المحدودة للغاية هم ومساعدوهم. وقد عادت كوادر «الأصوات العائمة» بعد أن تبين للجميع خطورة نهج عصابة الإخوان المسلمين الإقصائى الإرهابي, وساهمت فى إقناع الناس فى شوارع وحوارى مصر بضرورة النزول فى 30 يونيو لإنقاذ مصر.. وقامت جماعة ضمير بدعم إصدار كتاب مجانى يفضح الكوارث التى تقود جماعة الإخوان المفسدين البلاد إليها، وكذلك فيديو يظهر فيه قانونيون وشعراء ومواطنون من شرائح اجتماعية مختلفة يناشدون المواطن العادى النزول فى 30 يونيو. وبعد أن تحقق الهدف وشاركت الجماهير فى الاستحقاقات الانتخابية وقبلها الاستفتاء بكثافة.. وبالتالى فى ظل تحديات خطيرة خارجية وداخلية يستفزنا أن نرى أصواتا معارضة تتبنى خط محطات أجنبية لا تكل ولا تمل من تشويه مصر ومسيرتها، وضبطت متلبسة مراراً بمساندة الإرهاب.. والأكثر استفزازا أن بعض من يطالبوننا بعدم الذهاب لصناديق الانتخابات لم يذهبوا من الأساس للميادين فى 30 يونيو. فعلى كل ناخب بل وكل مصرى أن يستشعر أن نغمة المقاطعة تصب فى مصلحة أعداء 30 يونيو، ويريدون أن نعود مرة أخرى لشوارع وميادين مقطوعة، وتيار كهربائى أقصى طموحنا أن نعلم متى سيقطع يوميا.. وطوابير بنزين وبوتاجاز.. وطرق، ونقل جماعى منهار، وفيروس سى وعشوائيات متفشية. علينا وحتى قبيل الانتخابات أن نؤكد للجميع الحجم الحقيقى لتلك الأصوات ولا نترك الصناديق لأقلية منظمة تستخدم الصناديق كسلم ثم تحرقه وتحدثنا عن خلافة تمتد لقرون قادمة لا نعلم من سيكون فيها الخليفة ولا جنسيته.. ولا قدر رضا الولاياتالمتحدة وأبواقها فى تل أبيب والدوحة عنه. كن ضد الإرهاب والفساد، كن مع استمرار التحسن الملموس فى معالجة عملية لمشاكل مصر. سيدى الناخب كن فى الخندق الأول فى معارك التوعية.. أنت الحل. لمزيد من مقالات د. أحمد فؤاد أنور