«باسم» طفل يرمى القمامة فى الشارع، لأن أمه دائما تسمح له بإلقاء القمامة من شباك السيارة بدعوى أن الشوارع غير نظيفة.. أما نهله، تغنى أغانى هابطة لأنها تسمعها فى الأفراح ووسائل المواصلات المختلفة.. هذه السلوكيات المكتسبة وغيرها لم تكن منتشرة فى المجتمع المصرى، لذا قررت مكتبة مصر الجديدة بالتعاون مع الشئون المعنوية للقوات المسلحة تنفيذ ورش عمل على مدى ثلاثة أسابيع لتنمية روح «المواطنة» وغرس قيم الانتماء فى نفوس الأطفال من سن 4 سنوات، وكذلك للمساهمة فى تنشئة المواطن الصالح.. ومن أجل ذلك التقت صفحة «المرأة والطفل» عددا من الأمهات والآباء لمناقشة آرائهم فى الورش. تقول أحلام وجيه مديرة مدرسة وأم لأحد الأبناء الذين حضروا الندوة: المكتبة بشكل عام تمثل نواة المجتمع لتنمية وغرس قيمة الولاء والانتماء من خلال الأنشطة المختلفة، أما بالنسبة لورشة العمل فقد شارك الأطفال بالرسم على لوحة كبيرة من القماش الأبيض وتلوينها لتنمية خيالهم، بالإضافة الى إذاعة الأغانى الهادفة والوطنية والتى تبث فيهم روح الانتماء بشكل غير مباشر. ويتفق أحد آباء الأطفال إبراهيم عبد الرحمن (مدرس) مع ما سبق، مؤكدا أهمية التكامل فى الأدوار بين الأسرة والمؤسسات الاجتماعية خاصة فيما يتصل بمتابعة ما يتعرض له الأبناء من رسائل إعلامية، وأن تكون الأسرة القدوة أيضا من خلال عدم السماح لأبنائهم إلقاء القمامة فى الشوارع والمحافظة على الأماكن العامة. ويضيف التلميذ مسعود منير (10 سنوات) أن للأسرة دورا مهما فى مدى تثقيف الطفل وأنها الأساس فى نشأة الطفل على حب بلاده، ويرى هذا الصغير أن على الآباء تشجيع أبنائهم على خدمة المجتمع من ناحية مزاولة الأنشطة العديدة كالأعمال التطوعية. ويوضح المسئول عن إعداد الندوة، أن الانتماء هو شعور كل مواطن بالولاء وضرورة الغيرة على الوطن والاستعداد للتضحية من أجله وعدم الخضوع لأى دعاوى تضليل تهدف الى بث أفكار مضللة، كما أشار الى دور الأسرة فى غرس قيم المواطنة لدى أبنائها، بدءا من احترام إشارات المرور ونظافة الشارع الذى يعيش فيه. وأكد على ضرورة الحرص لتدعيم الجوانب الإيجابية وتصحيح ما قد يظهر من نواح سلبية تجاه علاقة الطالب بالمجتمع، مع أهمية الاشتراك فى الأنشطة الطلابية التى يتم تنظيمها فى أوقات مختلفة وعلى مدى العام الدراسى بإشراف أساتذة متخصصين بهدف تنمية مهاراتهم وقدراتهم وتنمية وتعزيز شعور الطلاب بالمواطنة والانتماء للوطن الذى يعيشون فيه. وأخيرا، شدد المسئول على أهمية تعليم النشء أن المواطنة ليست ألفاظا وشعارات دون أعمال إنما هى سلوك يتمثل فى الخلق الذى يدعو الى الوسطية دون إفراط او تفريط، وهو الخلق المسئول عن تحصين الأطفال فى المستقبل ضد أى أفكار منحرفة او دعاوى غير سوية وإعداد شباب يسهم فى بناء الوطن بما يقتضيه هذا البناء من تضحيات والالتزام بالعمل والعلم..