لم يمضي علي عودتنا للدراسة سوي اسبوع واحد أصبح خلاله (مؤمن محمد) الطالب بالصف الخامس الابتدائي بمدرسه طه حسين بمحافظة السويس حديث الساعة حتى انه لقب (بطالب الفوطة) .. وذلك عقب انتشار صورة له على موقع المدرسة وبيده فوطة تحمل شعار المحافظة كهدية تكريم له .. وعينك يا مؤمن ما تشوف إلا النور؟!! أنطلق عدد من نشطاء المواقع في حملة سخرية قال أحدهم : ” أحدث صيحة لشهادات التقدير في مدارس مصر ، تكرم طالبا ومنحه فوطة كجائزة لفوزه بمسابقة قصور الثقافة، وأضاف قائلا: ” مبروك يا حبيبي كسبت معانا فوطة التفوق” . وكان لناشط آخر انتقادا لاذعا وقال: ” ده تشجيع للولد علشان يكبر يبقى سايس مش كاتب أو عالم”، أما ساخر آخر فقال : ” مدرسة بالسويس تكرم طالبا وتمنحه فوطة كجائزة لفوزه بمسابقة قصور الثقافة .. حلو إنه أدوك صابونة يا بني” ، وتسأل آخر : ” همّ مدينله فوطة ليه؟ هو هيستحمى؟ أما القنوات الفضائية فحدث والا حرج كان لها ردود فعل مماثلة حيث سلط الكثير منهم الضوء على مقطع الفيديو المتداول حول تكريم التلميذ المتفوق ب” فوطة”، مما دفع الإعلامي تامر أمين استنكار واقعة تكريم التلميذ مؤمن ب فوطة ، وعبر عن ذلك بحركة لطم خدوده على الهواء مباشرة في برنامج الحياة اليوم وقال: ” السؤال الأهم هو مدير المدرسة جاب الفوطة منين؟ هو فيه مورد فوط في المدرسة؟ وإزاي تفتق ذهنه بان جائزة التفوق فوطة؟. عفوا ..لم يكن ذلك السؤال الأهم؟!السؤال الأهم هو.. لماذا تحولت الفوطة إلى جريمة؟! "الفوطة" التي حصل عليه "مؤمن" تبعاً لرواية مدير المدرسة لم تكن لها علاقة بحصوله على المركز الثاني في مسابقة قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، وإنما كانت لتفوقه في الدراسة، و لم تكن الجائزة الوحيدة، ولكن كان هناك حلوى وأدوات مكتبية وأعلام لمحافظة السويس و مصر وكانت الفوطة من نصيبه هو دون زملائه، لتفوقه في أكثر من ماده دراسية. رغم ما قاله مدير المدرسة إلا اننى أرى إنها حتى لو كانت بمناسبة حصوله على المركز الثاني في مسابقة قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لا ترقى إلى أن تكون جريمة،فقد كان الأجدر بمن انتقدوا الهدية أن تعلموا أولا ما معنى الهدية المدرسية ؟ اقر واعترف أن سمات الحياة ومتطلباتها تغيرت على مدى السنين ،لكنني أرى أن الهدية الرمزية خاصة في المدارس ستظل دوماً تحمل الكثير والكثير من المعاني ،فأهميتها المعنوية لدي الطلاب تفوق بكثير قيمتها المادية ،فما هي إلا تعبيراً لهم عن المحبّة والاحترام، والامتنان. من فضلكم عودوا بذاكرتكم للوراء حين كانت ليلى نظمى تغنى جوايز للشطار ..وهدايا للشطار ،وكل واحد فيكم على كيفه يختار.. كانت الهدايا (طيارة وعروسة وألوان وكره وبيانو) .. تذكروا جيداً ان فوطة مؤمن ستظل اغلي بكثير من صابونه الإهمال والتهميش لمزيد من مقالات نيفين عماره;