يعكف العلماء والباحثون بمدينة زويل على إجراء الأبحاث من أجل مكافحة الأمراض المزمنة التى تهدد حياة المصريين ومن بينها وأخطرها مرض السرطان، فهم يواصلون العمل من أجل إيجاد حلول وعلاجات للقضاء على انتشار السرطان والتخفيف عن آلام المرضى ومعاناتهم مع الأدوية طويلة المدي. د. نجوى البدرى أستاذ ورئيس مؤسس برنامج علوم الطب الحيوى بجامعة العلوم والتكنولوجيا ومدير مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية بمدينة زويل، تشير إلى أن هناك ما يسمى بالخلايا الجذعية السرطانية، حيث تُظهر النظرية الحديثة أن السرطان يقاوم العلاج سواء الكيميائى أو الإشعاعى وهذه المقاومة هى السبب وراء عودة السرطان مرة أخري. وتسمى الخلايا التى تساعد فى عودة السرطان بالخلايا الجذعية السرطانية وتكون موجودة بكميات قليلة فى الورم. وهناك نظريات كثيرة متباينة عن أصل هذه الخلايا، هل هى خلايا جذعية سرطانية من البداية أم أنها كانت خلايا سرطانية عادية تحولت إلى خلايا جذعية، فمنشأها حتى الآن غير معروف. وتقول لقد قمنا بزرع خلايا سرطانية مع خلايا جذعية سليمة وفصلنا بينهما بغشاء حتى لا تتلامس الخلايا مع بعضها، فوجدنا أن الخلايا الجذعية العادية تحولت إلى خلايا بها صفات الخلايا السرطانية، وتوصلنا من خلال البحث إلى أن الورم السرطانى يفرز مواد تؤثر على الخلايا المحيطة به وتحولها إلى ما يشبه الخلايا السرطانية، حيث لاحظنا أن الخلايا تتصرف كأنها خلايا سرطانية لكن عند حقنها فى حيوانات التجارب بكميات قليلة لم تسبب أورام سرطانية. لكن لو تم حقنها بكميات كبيرة وبطريقة تشابه البيئة السرطانية الطبيعية فمن الممكن أن تسبب الورم. نشر هذا البحث فى مجلة علمية كبرى نظرا لأهميته فى التركيز على البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية، مما سيساعد فى تصميم أدوية وعلاجات تستهدف الخلايا السرطانية والبيئة المحيطة بها والعوامل التى يفرزها السرطان نفسه لتغيير صفات الخلايا السليمة من حوله، وبذلك نضمن عدم عودة السرطان مرة أخري. د. مروان عمارة أستاذ الكيمياء الحيوية وبيولوجيا السرطان بمدينة زويل يقول نجرى أبحاثنا على أنواع مختلفة من السرطان، من أجل قياس سرعة استجابة مريض السرطان للعلاج الكيميائى خلال اسبوع واحد فقط، فالمتبع حاليا هو قيام الطبيب بوصف دواء للمريض لمدة تتراوح مابين 3- 6 أشهر، بعدها يتم قياس استجابة المريض للدواء وفى حالة عدم الاستجابة يتم وصف دواء جديد، مما يتسبب فى معاناة للمريض سواء ماديا أو علاجيا حيث يكون للعلاج الكيميائى آثار جانبية، لكن وبعد انتهاء التجارب المعملية للأبحاث التى نجريها حاليا، سنستطيع إخبار المريض خلال اسبوع بمدى استجابته للعلاج الكيميائى حتى يستمر عليه أو يقوم بتغييره فى حالة عدم الاستجابة، بعلاج آخر أكثر فاعلية، وبذلك نوفر على المريض المعاناة الصحية والمادية ونوفر على الدولة تكاليف إقامة المريض بالمستشفي. كما أكد د. مروان عمارة أنهم يقومون بتصميم معمل حيوانات التجارب متخصص فى تصوير الأورام السرطانية فى مرحلة ما قبل التجارب الإكلينيكية على الدواء أو المستحضر المستخدم لعلاج الأورام، ويعد هذا المعمل هو الأول من نوعه فى مصر. وخلال العام سيتم الانتهاء من هذا المعمل ويصبح جاهزا للعمل بعد أن نجحنا فى الحصول على تمويل بقيمة 10,5 مليون جنيه حصل عليها هذا المشروع ضمن مسابقة صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لأكاديمية البحث العلمي.