تأتى القمة المصرية الإماراتية اليوم تكريسا للعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين فى ظل الحرص المشترك على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها بما يحقق مصالحهما المتبادلة، حيت تتطرق إلى بحث القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ويعلم القاصى والدانى مدى أهمية تلك القمة فى ظل حرص قيادة الدولتين على التشاور والتنسيق المستمر لكل ما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين وسبل استقرار المنطقة والمحافظة على أمنها. فالقمة تستهدف استعراض مواقف البلدين فيما يتعلق بقضايا عربية بالغة الخطورة، كما ستتطرق إلى ما يتعلق بالتدخلات الإقليمية التى تزعزع أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى التنسيق المصرى الإماراتى المستمر فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله ومنابر أفكاره. ونسترجع هنا جملة مهمة قالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر فيها بصدق عن عمق العلاقات التى تربط بين الإمارات ومصر ، بتأكيده أن تلك العلاقات ترتكز على أسس قوية من التفاهم والتوافق حول القضايا والملفات الإقليمية والدولية..وزاد بوصفه تلك العلاقات بأنها «نموذج متميز» للعلاقات بين الأشقاء القائمة على مبادئ الأخوة الراسخة والثقة والاحترام المتبادل. وقد أثبت التنسيق الإماراتى المصرى على مدى السنوات الماضية صلابته فى مواجهة التحديات المختلفة فى المنطقة، وفى مقدمتها تحدى الإرهاب، الذى أًصبح أخطر تهديد تتعرض له المنطقة والعالم أجمع، بما يستوجب تضافر كل الجهود العربية والإقليمية والدولية لمحاربته، فقد بلغ الإرهاب مدى لا يمكن التساهل معه أو مع من يدعمه ويموله. كما يستدعى الموقف وقفة عربية وإقليمية ودولية جادة وحاسمة فى مواجهة هذا الخطر الذى سينال من الجميع دون استثناء إذا تغاضينا عن مواجهته. كما تحتل مستجدات الأزمات التى تشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط، أولوية فى مناقشات القمة اليوم، حيث يتم مراجعة ما تم من جهود من أجل التوصل لتسويات سياسية لتلك الأزمات، وذلك فى ظل سعى القيادتين المصرية والإماراتية إلى الحفاظ على وحدة وسيادة الدول التى تشهد أزمات وصون مقدرات شعوبها والعمل على تمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بمسئولياتها فى حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب. لمزيد من مقالات راى الأهرام