يوضح الدكتور محمد عبد العليم العدوي استاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر أن الإمام الكبير أبا موسي الأشعري هو صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الأشعري التميمي الفقيه المقريء عبد الله بن قيس, رزقه الله صوتا حسنا عند ترتيل القرآن الكريم فأثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سمعه يقرأ القرآن فقال لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود لحسن صوته, وأسلم رضي الله عنه في مكة وهاجر الي الحبشة ثم هاجر الي المدينة بصحبة جعفر بن ابي طالب وأصحابه فهو صاحب الهجرتين. روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وروي عنه جمع كثير وله في المسند ثلاث مائة وستون حديثا وله في الصحيحين تسعة وأربعون حديثا وقد أثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي قومه فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يقدم عليكم غدا قوم أرق قلوبا للإسلام منكم فقدم الأشعريون فلما دنوا جعلوا يرتجزون:غدا نلقي الأحبة محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا أول من أحدث المصافحة في الإسلام وقد مدحهم رسول الله صلي الله عليه وسلم لتراحمهم وتعاطفهم وتآلفهم حيث قال صلي الله عليه وسلم إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزوات وقل طعام عيالهم جمعوا ما عندهم بالسوية ثم اقتسموه فيما بينهم فأنا منهم وهم مني فلما نزلت الآية الكريمة فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه سورة المائدة الآية57 قال صلي الله عليه وسلم هم قومك يا أبا موسي. وقد دعا له صلي الله عليه وسلم فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما, ولقد بعثه صلي الله عليه وسلم إلي اليمن مع معاذ بن جبل رضي الله عنهما وقال لهما يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا. ولقد ولاه أمير المؤمنين رضي الله عنه قضاء البصرة وأرسل اليه رسالته الخالدة في القضاء والتي تعتبر درة في صفحة القضاء وعزة في جبين الدولة الإسلامية التي ظللتها راية العدل.