تمثل المهرجانات المصرية قيمة كبرى، ليس لصناعها فقط ، بل للدولة باعتبارها جسر التواصل مع العالم الخارجى ، وكثيرا ما طالبنا بدعم المهرجانات الناجحة ، والتى تمثل القوة الناعمة لمصر، لما تمتلكه من قوة وتأثير، يساهم فى التقريب بيننا ،وبين الثقافات الأخرى . وفى ظل الأزمات التى كانت تعانى منها تلك المهرجانات ،وعلى رأسها الأزمات المادية ، بسبب غياب الدعم الحقيقى لها ، بالرغم من الجهد الوفير الذى يبذله صناعها ، حتى يكون لها مردود ايجابى على العلاقات المصرية الخارجية ، جاءت المبادرة التى أطلقها الدكتور خالد عبد الجليل "وزير السينما" كما يطلق عليه لما يقدمه من عطاء دائم ومتجدد لخدمة صناعها من خلال مكانته كمستشار لوزير الثقافة ، ورئيس للمركز القومى للسينما ،بالتعاون مع نقابة السينمائيين برئاسة المخرج مسعد فودة ، تلك المبادرة التى تهدف لتشكيل "لجنة تنسيقية" تجمع كافة المهرجانات السينمائية المصرية، لدعمها وتشجيعها والتنسيق فيما بينها فى محاولة لإيجاد الحلول ، لكل ما يواجه هذه المهرجانات من تحديات ،خلال الفترة الحالية أو فى المستقبل . وأعتقد أن تلك المبادرة التى تأخرت كثيرا قادرة على المساهمة بشكل فعال على إرساء قواعد تنظم عملها ،وتساهم فى حل الأزمات التى التى تواجهه تلك المهرجانات من تحديات ،ويخلق بينها حالة من التكامل والتوافق وهو ما يساهم فى النهوض بصناعة السينما المصرية . ومن وجهة نظرى فإن تلك المبادرة تمثل حجر الزاوية للانطلاق والكشف عن عمق التجربة السينمائية المصرية ،ويساهم فى تطويرها بالتعاون مع مؤسسات الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة ، وما يمثلها من كيانات سينمائية ، يتقدمها المركز القومي للسينما الذى بادر بتقديم كل ما يمتلكه من إمكانات ومعدات وسبل دعم لوجيستى ومالى ، فى إطار التعاون المقترح لتطوير تلك المهرجانات ،كما أن تلك المبادرة تمثل عنصر جذب لمؤسسات المجتمع المدنى لدعم تلك المهرجانات والمشاركة بقوة فى الفعاليات السينمائية ، التى تشارك فى تشكيل الوجه الحقيقي للثقافة المصرية . فى النهاية أتمنى نجاح تلك المبادرة واستمرارها ، خاصة وأن اللجنة التنسيقية للمهرجانات السينمائية المصرية تضم مجموعة متميزة من الكوادر التى تساهم بشكل فعال فى صناعة السينما ،أمثال الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما ورئيس المركز القومي للسينما "المنظم لمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية " ، والمخرج مسعد فوده نقيب السينمائيين ورئيس اتحاد الفنانين العرب ،والمخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية ورئيس اللجنة العليا للمهرجانات ،والناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي والسيناريست محمد عبد الخالق رئيس مهرجان أسوان لأفلام المرأة، والكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير مهرجان اسوان لأفلام المرأة ، ومدير التصوير وديد شكري المدير التنفيذي لمهرجان شرم الشيخ السينمائي، والمخرج أمير رمسيس المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، والمخرج عبد الحكيم التونسي عضو مجلس إدارة نقابة السينمائيين ،وحسناً فعلت اللجنة باختيارها الكاتب الصحفي محمد قناوي، متحدثا رسميا باسمها ، خاصة وأنه من عشاق ومحبى السينما ،ومن أبرز كتابها وهو ما سوف يساهم فى زيادة التواصل بينها وبين وسائل الاعلام ،حتى تحقق أهدافها خلال الفترة المقبلة . لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;