فى ضوء التخبط الأمريكى فى التعامل مع قضايا السياسة الخارجية، انتقدت صحيفة «إندبندنت» البريطانية قرارات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجديدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، معتبرة أن واشنطن ستتسبب فى اندلاع حروب جديدة فى المنطقة بسبب تغيير سياساتها. وخص باتريك كوكبيرن الصحفى المختص فى الشئون العسكرية فى مقاله بالصحيفة، الملف السورى كنموذج لما تسببه السياسات الأمريكية الحالية من تأجيج للصراعات ، حيث أكد أن التردد الأمريكى فى مواجهة التدخل التركى الأخير فى عفرين بسوريا يعبر عن تراجع أمريكى سريع نادرا ما يحدث فى سياساتها الخارجية بهذا الشكل الفج، حيث جاءت السياسات الأمريكية بنتائج عكسية. وأوضح كوكبيرن أن إعلان وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون «المتسرع» عن أن بلاده ستحتفظ بوجودها العسكرى فى سوريا حتى بعد انهيار تنظيم داعش الإرهابي، زاعما أن واشنطن ترغب فى منع عودة التنظيم ومحاربة الرئيس السورى بشار الأسد ومواجهة تزايد النفوذ الإيراني، وهو ما يتعارض مع السياسات الأمريكية المعلنة سابقا والتى أكدت خلالها واشنطن أنها لا تريد شيئا من سوريا سوى إنهاء وجود تنظيم داعش. وتابع كوكبيرن أن تصريحات تيلرسون استفزت جيران سوريا وهو ما دفعهم لتغيير سياساتهم أيضا ردا على تغيير واشنطن لسياساتها بهذا الشكل، معتبرا أن أول علامة للتغير الكبير فى المنطقة جاء قبل نحو أسبوع عندما أعلنت واشنطن تشكيل قوة عسكرية من الأكراد قوامها نحو 30 ألف جندى على الحدود بين سورياوتركيا ، وهو الأمر الذى ردت عليه تركيا بعد أيام قليلة بإطلاقها العملية العسكرية الأخيرة فى شمال سوريا مدشنة حرب جديدة بين تركيا والأكراد. وعلى صعيد آخر، كشف مسئولان أمريكيان لوكالة أنباء “رويترز” عن أنه من المتوقع أن يطالب ترامب بتخصيص 716 مليار دولار للإنفاق الدفاعى فى ميزانية 2019 التى سيكشف عنها الشهر المقبل مما يمثل زيادة قدرها 7٪ مقارنة بميزانية 2018. وقال أحد المسئولين إن الطلب سيتماشى كثيرا مع الأولويات التى كشف عنها وزير الدفاع جيم ماتيس أمس الأول فى إستراتيجية الدفاع الوطنى الجديدة والتى اعتبرت أن مواجهة الصين وروسيا أبرز محاورها. ولم تقدم نسخة البنتاجون من إستراتيجية الدفاع الوطني، وهى وثيقة غير سرية وضعت فى 11 صفحة، تفاصيل حول طريقة التحول باتجاه مواجهة الصين وروسيا لكن من المتوقع أن تعكس طلبات الإنفاق الدفاعى هذا الهدف. وقال ماتيس إن التفوق التنافسى للجيش الأمريكى تراجع فى كل مجالات الحرب ويرجع ذلك لأسباب من بينها عدم استمرارية التمويل. يأتى ذلك فى الوقت الذى شارك فيه حشود من المسلمين فى الولاياتالمتحدة فى مظاهرات احتجاجية فى نيويورك قبل صلاة الجمعة، بمناسبة الذكرى الأولى لحظر السفر الذى أعلنه ترامب من عدد من الدول الإسلامية والذى آثار موجة من الغضب الداخلى والخارجي.