تزامنا مع اتهام واشنطنلموسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة،اتهم وزير الدفاع البريطاني جافين ويليامسون أمس، روسيا بالتجسس على البنية التحتية الإستراتيجية في المملكة المتحدة بهدف وضع خطط محتملة لخلق “فوضى شاملة”في البلاد والتسبب في وقوع “آلاف القتلى” خلالها. وصرح ويليامسون في مقابلة أجرتها معه مع صحيفة”ديلي تليجراف”البريطانية أن موسكو قامت بأبحاث تتعلق بشبكات إمداد الكهرباء التي تربط بريطانيا وأوروبا، وهو ما يشير إلى أنها تسعى إلى معرفة كيفية إثارة “الذعر”أو مهاجمة البلاد، وأضاف:”ما يبحثون عنه هو التفكير في كيف يمكننا أن نسبب الكثير من الضرر لبريطانيا من خلال الإضرار باقتصادها وتدمير بنيتها التحتية والتسبب بقتل الآلاف من الأشخاص وإيجاد وسائل للتسبب في فوضى شاملة في البلاد”. وتساءل وزير الدفاع البريطاني :”لم يواصلون تصوير محطات الطاقة ومراقبتها؟ لماذا يراقبون الشبكات التي تؤمن الكثير من إمدادات الكهرباء والطاقة في بلادنا؟”، وأردف «هم يراقبون هذه النقاط، لأنهم يعتقدون أنها وسائل لمهاجمة بريطانيا»، وأجاب قائلا:«إنهم يراقبون هذه النقاط لأنهم - في إشارة منه إلى الروس - يقولون إنها الطرق والوسائل التي نستطيع أن نلحق الضرر ببريطانيا من خلالها”. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية ، قال متحدث باسم وزارة الدفاع إنه”ليس لديه ما يضيفه إلى تعليقات الوزير. ولم يكن ممكنا الاتصال بالسفارة الروسية في لندن على الفور للتعليق على ما ورد في هذا السياق. يذكر أن بريطانيا تمد 4 وصلات تحت البحر لربطها بالطاقة الكهربائية مع القارة الأوروبية، فضلا عن 4 وصلات أخرى لإمدادات الغاز إلى البلاد. وقال ويليامسون إن روسيا ظلت تبحث عن أنواع تلك الوصلات، وستكون مستعدة للقيام بفعل ستعتبره «أي أمة أخرى غير مقبول مطلقا». وتأتي اتهامات ويليامسون لروسيا بالتجسس على بلاده عقب مرور إسبوع واحد من دعم مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني السابق لدعوات أطلقها هو بنفسه منذ أسبوع واحد حول حتمية زيادة ميزانية الدفاع البريطانية وسط تحذيرات منه بشأن ضرورة رفعها لتحسين قدرات البلاد أثناء معركة محتملة مع الروس، لكن دون أن يحدد نوعها مخابراتية أم عسكرية. كما تأتي تلك الاتهامات البريطانية في أعقاب تنديد لندن مرارا بالتدخل الروسي في شئونها، حيث تحدثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في نوفمبر من العام الماضي عن أعمال “عدائية” من جانب روسيا.