حل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ضيفا عزيزا على مؤسسة الأهرام، فى زيارة «تاريخية» بكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات. أتت زيارة رأس الكنيسة المصرية إلى الأهرام منبر الرأى وقلعة الفكر المستنير، فى وقت تتعرض فيه مصر لحملات مغالطات وتشويه متعمد، ومن بين ذرائع تلك الحملات أحوال الأقباط بمصر، ومزاعم تعرضهم للاضطهاد. فتح قداسته قلبه، على اتساعه، فى حوار بلا شطآن، حول كل قضايا الكنيسة والوطن، مع كتاب الأهرام وصحفييها، ودحض الكثير من الأوهام وفند أباطيل ودعاوي، وأعاد تأكيد ثوابت كنيستنا الوطنية، على نحو لا يقبل أى لبس، وشدد على أن المجتمع المصرى لحمة واحدة مسيحيين ومسلمين، كما كان عبر التاريخ، وأنه سيظل كذلك على الدوام، مبينا أن الأقباط تعرضوا للتهميش فى بعض الأوقات، لكن التوازن يعود الآن فى أجلى صورة. لم يفاجأ كتاب الأهرام بما سمعوه من البابا تواضروس أو صراحته فى الحديث وعمقه فى تناول القضايا، مهما تكن درجة حساسيتها، فالكنيسة المصرية ظلت طوال ألفى عام إحدى أعمدة الشخصية المصرية، بمواقفها الوطنية وحضورها فى المنعطفات التى مرت بها الدولة. وفى لفتة ذات مغزي، رأس البابا تواضروس تحرير الأهرام، ثوانى معدودات، وقع خلالها على «بروفة الصفحة الأولي»، قبل النشر، فى نوع من التواصل الحقيقى بين الكنيسة المصرية العريقة وعموم الشعب المصرى من خلال صحيفته المفضلة التى يعشقها منذ الصغر، حيث أشاد قداسته بعطاء الأهرام العابر للأجيال والأزمان، وحملها لهموم المواطن والمجتمع، وتناولها الموضوعى الرصين للمشكلات، مما أكسبها مكانتها المرموقة محليا وإقليميا ودوليا، عبر ثلاثة قرون. وقد كرم «الأهراميون» البابا تواضروس، وقاموا بإهدائه مفتاح الأهرام والعدد الأول للصحيفة، تقديرا للضيف الكبير. لمزيد من مقالات رأى الأهرام