لم تعد الأطماع التركية فى الأراضى السورية تخفى على أحد، ومنذ اندلاع الأزمة السورية والدعم التركى للجماعات المسلحة المعارضة لا ينتهي، ومحاولات إشاعة العنف هناك مستمرة، رغم حسم الجيش العربى السورى التابع للدولة وحلفائه الصراع فى معظم المناطق. ومنذ عدة أيام يشن الجيش التركى هجوما عنيفا على منطقة عفرين السورية، بعد أن كشف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن نية بلاده اجتياح «عفرين» بدعوى تمركز وحدات حماية الجيش التركى بها وتوليها مسئولية الأمن هناك، ونشرت تركيا مئات الجنود والدبابات والمدرعات فى محافظة إدلب السورية التى تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وأقامت هناك ثلاث قواعد عسكرية تشرف على منطقة «عفرين» المجاورة لها، وذلك تمهيدا لاجتياحها. لكن الحقيقة أن أردوغان يتجاهل الجماعات المسلحة المتطرفة فى المنطقة بل يتعاون معها لأهداف أخرى. فمنذ بداية الأزمة السورية حاولت تركيا تقديم نفسها نموذجا يحتذى فى الشرق الأوسط الجديد، لكن طموحات أردوغان جعلته يتورط فى دعم الجماعات السورية المعارضة المسلحة المتطرفة، مما أدى إلى عزلة سياسية فى هذا الملف لتركيا، ولم يستطع أن يكون لاعبا أساسيا فى تحديد مستقبل سوريا، ويخشى أيضا من وجود دولة كردية مستقلة على الحدود السورية مع بلاده، ولذلك يسعى لاحتلال «عفرين» ومناطق حدودية سورية بالتعاون مع بعض الجماعات المسلحة مثل هيئة تحرير الشام وجيش النصرة لأسباب عدة، منها منع الأكراد فى سوريا من استثمار الأوضاع لمصلحتهم، وفى الوقت نفسه محاولة فرض بلاده طرفا فى تحديد مستقبل سوريا، بعد استمرار دعمه المعارضة المتشددة. لقد أعلنت الحكومة السورية بشكل صريح موقفها من العملية العسكرية التركية ووصفتها بأنها عدوانية وتدعم الإرهاب وتمثل الخطوة الأحدث فى الاعتداءات التركية على السيادة السورية. إن دعم الدولة الوطنية فى سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها هو الهدف الأهم لكل المعنيين بالأزمة السورية، ولابد من إحباط مخططات وأطماع أردوغان فى الأراضى السورية، والعمل على عودة سيادة الدولة على كامل أراضيها ودعم مؤسساتها الوطنية. لمزيد من مقالات رأى الأهرام