منذ انطلاق العام الدراسى وحتى الآن لم تبدأ وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى توزيع الوجبة المدرسية على طلاب المدارس بالرغم من انتهاء الفصل الدراسى الأول وتأخير توزيع الوجبة على قرابة 11 مليون تلميذ فى المدارس تسبب فى حالة ارتباك خاصة فى وجود أسر تعتمد عليها اعتمادا كبيرا فى تغذية أطفالها وما تمثله ايضا تلك الوجبة من أهمية للطفل وتغذية النشء بصورة سليمة وضمانة مهمة لحصولهم على العناصر الغذائية السليمة. والأزمة بدأت فى مارس الماضى عندما تعرض 312 طالبًا بمدارس أسيوط لحادث تسمم، عقب تناولهم وجبة التغذية المدرسية، بعدها أصدر وزير التربية والتعليم قرارًا بوقف التغذية المدرسية، وظل الملف مفتوحا ومطروحا بالوزارة وعلى أعلى المستويات ولأهمية هذه القضية وخطورتها عقدت حلقة النقاشية شارك فيها مسئولين من وزارات التربية والتعليم والصحة والشباب والتضامن الاجتماعى وأساتذة الإعلام ونخبة من الإعلاميين ونظمتها جمعية طب المراهقين برئاسة الدكتور ممدوح وهبة لمناقشة الأسباب وفرص العودة خاصة بعد أن أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى اقتراب عودتها فى الفصل الدراسى الثانى بالمدارس. وأكدت الدكتورة راندا حلاوة رئيس الإدارة المركزية للتسريب التعليمى والمشرفة على التغذية المدرسية بالوزارة خلال الحلقة النقاشية انه كان من المقرر أن تستقر وزارة التربية والتعليم على أحد الشركات لتوريدها الوجبات المدرسية ولكن حتى الآن لم تستكمل الوزارة الإجراءات وتحدد الشركات والمصانع التى تعمل على توريدها. ونفت وجود حالات تسمم بالوجبات المدرسية مؤكدة أنه لم تحدث حالة تسمم واحدة بشهادة المعامل المركزية بوزارة الصحة. وأضافت: «لاتوجد حالات تسمم حدثت العام الماضى، الطلاب ادعوا التسمم وهو تلبك معوى فقط وليس من أثر الوجبة المدرسية، والولاد ممكن إيديهم ماكنتش نضيفة وده تسبب فى تلبك معوى». وتابعت: «محافظ سوهاج بنفسه تحدث عن حالات التسمم للطلاب، فهل جميع التلاميذ ادعوا التسمم فى وقت واحد ودخلوا المستشفيات فى وقت واحد»، موضحة أنه أحيانا الإنسان يشعر بالإيحاء أنه مريض. وقالت إنه سيتم البدء فى توزيع التغذية المدرسية فى التيرم الثانى وسيستهدف تلاميذ مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، ومدارس التعليم المجتمعى فقط، وإلغائها من مرحلتى الإعدادية والثانوية. ولفتت إلى أنه يجرى الآن عقد مناقصة إنتاج وتوريد التغذية المدرسية مع الشركات المتقدمة، مشيرة إلى أن هناك كراسة شروط وعقد موحد لجميع الموردين على مستوى الجمهورية، وتم تحويل المناقصة من عامة إلى محدودة، يشارك فيها نحو 35 موردًا فقط، وسيوقع المحافظين على عقود التوريد. وعن مكونات الوجبة، قالت إنها ستتضمن بسكوت 50 جرامًا محسن لتلاميذ رياض الأطفال، و80 جرامًا لتلاميذ المرحلة الابتدائية، مع إلغاء الوجبة الجافة المكونة من جبنة وخبرا والتى تسببت فى حالات التسمم والإعياء لبعض الطلاب العام الماضى. هذا بالإضافة إلى توزيع قطعة «باتيه سادة»، و«باتيه بالعجوة» وقطعة حلاوة طحينية، وفطيرة بالعجوة، على التلاميذ، بدلًا من الوجبة الجافة، بالتبادل على مدار أيام الأسبوع، مع استمرار توزيع الجبنة المطهية لطلاب المدارس الداخلية. وأكدت أن هناك عدة إجراءات تم اتباعها هذا العام لضمان سلامة الوجبة الغذائية تتمثل فى عدم تخزين الوجبة المدرسية بمخازن المديريات التعليمية، حيث سيتم توزيعها يوميا وفق مواصفات المركز القومى للتغذية، ولأول مرة سيتم مراجعة مواصفاتها من قبل هيئة سلامة الغذاء. وقالت أن سبب تأخر توزيع التغذية المدرسية على الطلاب حتى الآن، يرجع لهيئة سلامة الغذاء، موضحة أن الهيئة تراجع اشتراطات سلامة الوجبات مع المصانع الموردة وأنه خلال الأسبوع الجارى سيتم اتخاذ قرار بشأن الوجبات المدرسية، مشيرة إلى أنه فى حالة انتهاء اجراءات مراجعة اشتراطات السلامة، سيتم توزيع الوجبات على الطلاب خلال الفصل الدراسى الثانى. وأوضحت أن التغذية المدرسية تدخل فى إطار الحماية الاجتماعية للطلاب، لذا شكل مجلس الوزراء لجنة تضم 9 أعضاء منهم وزارة التربية والتعليم للإشراف على إنتاج وتوزيع الوجبات. وبدأت المديريات التعليمية إجراءات التعاقد والتجهيز لتوقيع العقود مع الشركات الموردة التى وقع عليها الاختيار فى 13 محافظة وهى بورسعيد والإسماعيلية ودمياط وشمال سيناء والغربية والمنيا والقاهرة والمنوفية وأسوان والفيوم وبنى سويف والبحيرة والقليوبية. وقال الدكتور ممدوح وهبة رئيس الجمعية المصرية لطب المراهقين أن المناقشات التى دارت خلال الحلقة كشفت عن الوضع القائم فى مصر وبحث السبل والبرامج التى من شأنها أن توفر متطلبات واحتياجات الشريحة العريضة والمتزايدة من المراهقين الذين يتجاوز عددهم 18 مليونا يمثلون 19% من سكان مصر خاصة وأن الدراسات أثبتت أن التغذية السليمة خلال مرحلة المراهقة (من 10 إلى 19 سنة) من أهم العوامل التى تؤثر على صحة ونمو وتطور المراهق مؤكدا أن لها أثر مباشر على الأداء الدراسى والتحصيل العلمى، كما أن العادات والممارسات الغذائية تكتسب خلال مرحلة المراهقة ومن الصعب تغييرها فى المستقبل. وعن الوجبة السليمة والمتكاملة والمثالية التى يمكن تقديمها للطلاب، قالت الدكتورة داليا الديب خبير التغذية، إنها من الممكن أن تتكون من رغيف خبز طازج، وقطعة جبن، وبيضة، وكذلك وحدة مربى أو حلاوة طحينية، كما يجب تقديم فاكهة معهم مثل البرتقال أو التفاح وكذلك خضراوات مثل خيار وجزر، وبهذا تكون وجبة غذائية متكاملة بها كافة العناصر الغذائية اللازمة للطفل. موضحة أن التغذية مهمة وخاصة فى الريف، وفى بعض الفترات كانت هناك تغذية تأتى على هيئة وجبات ساخنة، وهى تعتبر بمثابة حوافز للأطفال للحضور، وكذلك وسيلة للحماية الاجتماعية فى ظل ارتفاع الأسعار. وأدار الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة مناظرة حول دور الإعلام فى التثقيف الصحى للمراهقين والرعاية الصحية من قبل الأطباء المتخصصين ودورهم فى توعية الشباب وبين نخبة من الإعلاميين وهم الكاتب الصحفى وجدى رياض ومحمود عبد السلام مستشار رئيس التليفزيون والدكتور حسن مدنى رئيس إذاعة البرنامج العام ومجموعة من الأطباء بالجمعية المصرية لطب المراهقين ، وحضر الحلقة النقاشية الدكاترة نيڤين دوس من منظمة اليونيسف ومنى هيكل وزارة الشباب والرياضة ونهلة عبد التواب بالمجلس القومى للسكان وزهرة أحمد منظمة الفاو.