رمسيس الأكبر.. ذلك الفرعون الذى سجل التاريخ انتصاراته، وشهدت الدنيا بعظمة آثاره ومعابده ومسلاته، سيزين المتحف الكبير بعد انتقال «تمثاله» إليه يوم 25 يناير الحالى، فى موكب عظيم يناسب جلالة الملك وعظمته..وسيكون التمثال الضخم أول قطعة أثرية توضع فى مكانها فى العرض، مثلما كان أول قطعة أثرية تصل إلى موقع المتحف قبل أكثر من 11 عاما. الدكتور خالد العنانى وزير الآثار وصف عملية نقل تمثال رمسيس الثانى، بأنها ستكون فى موكب كبير يليق به كواحد من أهم ملوك مصر القديمة، وبما يتماشى مع أهمية الحدث، حيث إنه سيكون أول تمثال يتم وضعه فى مكان عرضه ببهو المدخل بالمتحف، وسيكون أول قطعة أثرية تستقبل الزائرين بالمتحف المصرى الكبير، كخطوة أولى نحو افتتاحه الجزئى نهاية العام الحالي. والذى يعد من اكبر تحديات وزارة الآثار لضخامته هندسيا، وأثريا واستثماريا حيث يصل حجمه أكثر من 40 مرة حجم المتحف المصرى بالتحرير. وجار حاليا بمعرفة مجلس إدارة المتحف دراسة إمكانية الاستعانة بشركات لها خبرة فى مجالات الاستثمار والتسويق والعلاقات العامة لإدارة هذا الشق من المشروع، على أن تقوم وزارة الآثار بإدارة الشق الأثرى الذى يشمل المخازن ومعامل الترميم والعرض المتحفي.اما بالنسبة للموارد المالية الخاصة بالمشروع فقد تم توقيع القرض اليابانى الثانى، وتقوم الحكومة بتوفير الجزء المالى المطلوب منها، مشيرا إلى انه تم تخفيض القيمة الإجمالية له والتى كانت مليارا و300 مليون دولار، لتكون اقل من المليار وبحد أقصى مليار دولار.وفيما يخص سيناريو العرض المتحفى أشار إلى انه تم عمل مسابقة دولية لاختيار المصمم المتحفى وتم اختيار مصمم ألمانى من ضمن 10 مكاتب كبرى تقدمت للمسابقة، كما تم التعاقد مع الشركة التى ستتولى تنفيذ فتارين العرض وهى واحدة من كبرى الشركات الأجنبية المتخصصة فى هذا المجال. عملية نقل التمثال من ميدان رمسيس إلى المتحف أليات عملية النقل أما الدكتور طارق توفيق المشرف العام علي مشروع المتحف، فقد أشار إلى أن عملية نقل التمثال لمكان عرضه بالبهو العظيم هذه المرة، والتى تتكلف ما يقرب من 13٫6 مليون جنيه لن تقل أهمية عن عملية نقله فى عام 2006 من ميدان رمسيس، وسيتم عمل بروفة كاملة لعملية النقل بكل تفاصيلها، لضمان نجاحها بطريقة علمية سليمة وبدون أية أخطاء، مشيرا إلى أن الافتتاح الجزئى سيشمل قاعة توت عنخ آمون، وبهو المدخل والدرج العظيم..وستتولى شركة »المقاولون العرب« نقل التمثال إلى مكانه ، مشيرا إلى أنها هى أيضا التى قامت بعملية النقل الناجحة للتمثال عام 2006 من موقعه من ميدان رمسيس أمام محطة مصر، بل إن النقل سيتم على نفس الناقلة التى تم استخدامها فى عملية النقل الأولي. وقال إنه بالرغم من أن المسافة من المكان الموجود فيه التمثال الآن إلى محطته الأخيرة داخل بهو المدخل لا تزيد عن 400 متر فقط، إلا أنها ليست عملية سهلة نظرا لثقل وزن التمثال والذى يصل لحوالى 82 طنا، والطبيعة الجيولوجية للتربة والتى بها بعض الأماكن الرخوة، ويجرى الآن القيام بعدة محاولات لمحاكاة عملية النقل، لاختبار مدى تحمل الطريق لوزن التمثال، كما يتم تجهيز الطريق الذى سيمر به. . وقد أصبح بهو المدخل جاهزا وآمنا الآن لاستقبال الملك رمسيس بعد إزالة جميع المعدات والأوناش منه، وتم تجهيز القاعدة التى ستحمل التمثال.. ويشارك تمثال رمسيس فى بهو المدخل تمثالان ضخمان من الآثار الغارقة تم نقلهما من الإسكندرية إلى المتحف، وعمود مرنبتاح . وأضاف أنه تم حتى الآن نقل 43 قطعة أثرية من أصل 100 ألف قطعة سيضمها المتحف، وذلك منذ افتتاح مركز الترميم فى 2010، منها 21 ألف قطعة تم نقلها منذ أغسطس 2014، كما تم نقل 4300 قطعة من إجمالى 5000 قطعة من مقتنيات الفرعون الذهبى توت عنخ آمون، و تم نقل 24 قطعة ضخمة من بين ال 87 قطعة التى ستعرض فى الدرج العظيم.. ويقول د.مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن اختيار الموقع الذى سيقف فيه التمثال تم بعناية كبيرة حيث سيستقبل أحد أعظم ملوك مصر زوار هذا الصرح الكبير وهو ينظر إلى أهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع وإن التمثال حالته جيدة جدا، وأنه منذ شهر تقريبا تمت إزالة المادة العازلة من فوقه، والمصنوعة من القماش واللباد الذى تم تغطيته بها لحمايته من عوامل الجو، وأضاف أن هناك فريقا من المتخصصين قاموا بمعاينة التمثال بالكامل ، وتمت تغطيته بعد ذلك مرة أخرى لحين نقله، وأشار إلى أن التمثال لن يحتاج إلا إلى بعض أعمال الصيانة والتنظيف البسيطة عند عملية النقل.. .الفرعون الثالث رمسيس الثانى المعروف باسم رمسيس الأكبر عاش نحو 90 عاما، فقد ولد فى عام 1303 ق.م وتوفى فى عام 1213 ق.م، وكان الفرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر، وعندما كان وليا للعهد - ولم يكن قد تجاوز الرابعة عشر من عمره - شارك فى الحملات الحربية على النوبة وبلاد الشام وليبيا، وتولى الملك خلفا لوالده سيتى الأول وقام رمسيس بعقد أول معاهدة سلام فى العالم مع ملك الحيثيين، وقام ببناء العديد من المدن، والمعابد ومنها معبد الرامسيوم ، كما أتم بناء معبد الكرنك الذى بدأه جده رمسيس الأول، وأقام العديد من المسلات منها المسلة التى ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، والمسلة الموجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس، وبعد رحيله دفن فى مقبرة بوادى الملوك، ثم نقل جثمانه فيما بعد إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافه عام 1881، وهى الآن معروضة بالمتحف المصري. أما تمثال رمسيس الثاني الذى يبلغ عمره 3200 عام فقد تم الكشف عنه فى معبد ميت رهينة عام 1820، وعثر عليه فى ستة أجزاء منفصلة، وهو منحوت من الجرانيت الوردى اللون، وكان قد نقل إلى ميدان باب الحديد (والذى سمى بعد ذلك بميدان رمسيس) عام 1954، وظل لمدة 52 عاماً هناك، وأجريت عدة دراسات لنقله لمكان آخر بعد تعرضه للتلوث وتغير لونه وظهور بعض الشروخ، وكانت المحاولة الأولى عام 1994والثانية عام 2002، إلا أن عملية نقله كانت تواجه بصعوبات كبيرة تتمثل فى الكبارى والطرق التى سيسلكها التمثال والشاحنة التى ستنقله، حتى قامت شركة المقاولون العرب بتصنيع ناقلة خاصة به، وتم نقله فى موكب بنجاح فى صيف عام 2006 وسط اهتمام محلى وعالمى كبير إلى موقع المتحف المصري