تفتح محافظات مصر الآن قلبها لتنفيذ مشروع الألف منجم والمطبق الآن في21 دولة إفريقية بها أكثر من مائة ألف منجم في الدولة الواحدة. وتقوم هيئة الثروة المعدنية الآن برسم خريطة للمناطق الواعدة في أرض مصر كما يقول المهندس فكري يوسف رئيس الهيئة, ودراسة كيفية ترخيص هذه المناجم.. ويؤكد د. حمدي زاهر رئيس جمعية نهضة التعدين في مصر توفير مراكز ودورات تدريبية للشباب قبل الحصول علي التراخيص وأيضا إمكان تسويق منتجاتهم من المناجم الصغيرة مع شركات التعدين الكبري, كما تقوم الجمعية بدراسة المجمعات التعدينية الصغيرة مثل منطقة الكالسيوم كربونيت بمحافظة المنيا وهي من أجود مناطق هذا الخام في العالم ويوجد بها حاليا أكثر من200 محجر.. ومن الممكن إقامة تجمع صناعي صغير لطحن هذه الخامات وتسويق المنتج النهائي في مصر والخارج.. وتدرس أيضا هذه الثروة المعدنية مع جمعية نهضة التعدين كما يضيف د. حمدي زاهر وسائل تمويل هذا المشروع بأنسب الطرق غير التقليدية حتي لا يرهق الشباب في هذه المشروعات. ومن المنتظر أن تسرع هذه الفكرة كما يؤكد رئيس هيئة الثروة المعدنية في توفير أكثر من100 ألف فرصة عمل سنويا ويحقق دخلا قوميا هائلا من المناجم الصغيرة.. وقد نجحت دول إفريقية في هذا المجال حيث حققت دولة مثل السودان200 ألف منجم صغير.. في حين وصلت هذه المناجم في غانا إلي مليون و100 ألف منجم صغير.. وتنزانيا إلي مليون و500 ألف منجم. وتقول التقارير إن صحراء مصر تشغل95% من مساحتها وإن إنتاجية المعادن في هذه الصحاري الهائلة لا تتجاوز ما قيمته.4% وأضيفت للاقتصاد القومي حتي نهاية القرن الماضي.. وإن الاستثمارات الكبيرة في هذه المناجم لا تتحقق بسهولة ولذلك فإن الطريقة المثلي لاستغلال الخامات الموجودة بالصحراء هي منجم الفرد الواحد. وإجابة عن التساؤل القومي: ما هي المناطق فوق خريطة مصر ومحافظاتها التي تسمح بتطبيق هذه الفكرة؟ يقول الدكتور محمد البهي عيسوي الاستشاري الجيولوجي المعروف: إن الخامات التي تصلح لاستغلال الفرد الواحد هي: الرمال السوداء.. برشيد وغرب العريش وبالرمال معادن كثيرة نقلها النيل من شرق ووسط إفريقيا لتترسب علي شواطئ البحر الأبيض. توجد شواهد لمعدن النحاس بمنطقة تمناع علي رأس خليج العقبة. بعض رواسب المنجنيز بمنطقة أم بجمة غرب سيناء التي تركتها الشركة دون استغلال لقلة سمك الخام وعدم امتداداته. كذلك توجد بعض رواسب منجنيز الفرد الواحد بجهة أبو شعر شمال غرب الغردقة. توجد خامات الكرمبت في وسط الصحراء الشرقية عند منطقة البرامية ودنقاش ووادي سيفين ووادي العلاقي ورزقة النعام. كما تمتد أحجار الفلوروسبار علي هيئة مواقع عديدة تصلح لاستغلال الأفراد ولا تصلح لتكون شركة لكون المواقع تبعد عن بعضها علي طول الصحراء الشرقية فيما بين الغردقة شمالا وحدود مصر مع السودان جنوبا, بل توجد بعض المواقع بالصحراء الغربيةجنوب خط عرض23.30 درجة غرب بحيرة ناصر. وتنتشر رواسب الفوسفات بين قنا شمالا وكوم إمبو جنوبا وكذا أسفل الأراضي الزراعية شمال غرب إدفو, وكثير من مواقع الفوسفات يستغلها بعض الأفراد حاليا ويمكن تشجيع آخرين علي استغلال مواقع جديدة بالمشاش وجنوب وادي قنا وفيما بين السباعية والمحاميد شرق النيل. وهناك كثير من الخامات في أنحاء مختلفة من مصر كما يضيف د, العيسوي تحتاج إلي دراسات عديدة لاستغلالها.. ففوسفات أبو طرطور مثلا بين الخارجة والداخلية تصل كمياته إلي أكثر من ألف مليون طن حاولت الدولة استغلاله وفشلت رغم أن الأسباب معروفة منذ عام1960 عندما تم اكتشاف الخامة بمعرفة المساحة الجيولوجية والسبب أن الخامة يوجد فوقها سمك كبير من الأحجار الطفلية والجيرية يصل إلي300 متر. وتمتلك مصر بعض الخامات الحجرية كالجبس والرمال البيضاء وكلها لم تستغل الاستغلال الأمثل, فإذا عرفنا أن رأس مال شركة انجلترا لاستغلال جبس جزر البحر الأبيض وصل إلي60 مليون استرليني في نهايات القرن الماضي ولا يوجد منجم جبس واحد في الجزر البريطانية, ونحن نمتلك من الجبس فيما بين حدود السودان والسويس علي طول سواحل البحر الأحمر, وفيما بين الإسكندرية وليبيا غربا, وكل استغلالنا لهذا الخام هو بضعة آلاف من الأطنان تستهلك في صناعة المعمار فقط لعرفنا كم نخسر سنويا.. حيث تم اكتشاف أحد أهم مواقع المنجنيز في جنوب شرق مصر بمنطقة علبة وحلايب ويصل سمك الخام أحيانا إلي أكثر من20 مترا, وربما يكون ذلك هو الكشف الثاني بعد حديد الواحات البحرية الذي تم تقييمه واكتشافه أوائل ستينيات القرن الماضي.