رغم أن الجلسة التى جمعتنى مع أصدقاء وأحبة أمس الأول «الاثنين» قبل ساعات من انطلاق مباراة الزمالك والأهلى التى اعتدنا أن نشاهدها سويا إلا أننى اندهشت لأن الحديث هذه المرة غلب عليه طابع سياسى رأيت فيه امتدادا لمعظم الجلسات الأسرية أو الاجتماعية التى شاركت فيها خلال الفترة الأخيرة حيث جرى الحديث عن الانتخابات الرئاسية الوشيكة إلى الحد الذى أشعرنى أن المجالس واللقاءات الأسرية والاجتماعية تحولت من مسمى حزب الكنبة إلى ما يشبه الندوات السياسية المفتوحة، وتلك فى حد ذاتها ظاهرة صحية مهما طفا على سطح المناقشات من انفعالات! وإذا جاز لى أن أعرض بعض ما سمعته من آراء عاقلة وحكيمة فإننى أقول بوجود توافق عام حول ضرورة الانتباه إلى أهمية الإصلاح السياسى جنبا إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادى الذى كانت له الأولوية فى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسى لأن كلا الأمرين متلازمان فلا إصلاح اقتصادى مكتمل فى غيبة الإصلاح السياسى، ولا معنى ولا قيمة لأى بنيان سياسى فى غيبة من الإصلاح السياسى بثنائية الكفاية والعدل الاجتماعي. لكن الذى لفت نظرى فى هذه الجلسات أن هناك نموا فى درجة الوعى والنضج السياسى، فالكل يرى أن الديمقراطية ستظل هامشية الفعل والتأثير بسبب الكثرة العددية للأحزاب التى لا يعرف الناس عنها شيئا، وأن من الضرورى إعادة النظر فى شروط تأسيس الأحزاب حتى يكون فى مصر حزبان كبيران أو ثلاثة على الأكثر.. ثم إن المفهوم المجتمعى للديمقراطية لا ينحصر فى الاهتمام بما يصدر عن السلطات العليا فقط، وإنما يمتد المفهوم إلى اعتبار كل من يعمل فى دولاب الدولة المصرية تحت مرآة النقد والتقويم، لأن مصالح الناس ترتبط بنزاهة ونجاح القيادات التحتية فى السلطة داخل مرافق التعليم والصحة والنقل العام والكهرباء.. وكان الله فى عون جماهير الزمالك! خير الكلام: العظماء هم من يشعرونك أن باستطاعتك أن تصبح مثلهم!