* الزمالك فقد أنيابه ..وضربة الجزاء الضائعة حطمت طموحاته * قصة السنوات العشر العجاف لتفوق «الأحمر» على «الأبيض» * الشناوى ودفاعه يكرران نفس الأخطاء ولا فائدة من التصحيح * البدرى بنى جدارا حديديا واستخدم المرتدات بذكاء وحول أحلام جلال لكابوس
حقق الأهلى فوزا مستحقا على منافسه التقليدى الزمالك قوامه ثلاثة أهدف دون مقابل، فى اللقاء الذى جرى بينهما مساء أمس باستاد القاهرة ضمن منافسات الجولة السابعة عشرة من الدورى الممتاز لكرة القدم. تقدم مؤمن زكريا بهدف للأهلى بعد دقيقتين من كرة مباغتة، وأضاف عبدالله السعيد الهدف الثانى من ضربة جزاء فى الدقيقة 42، وعزز وليد أزارو فوز فريقه بالهدف الثالث فى الدقيقة 53، بينما أهدر باسم مرسى ضربة جزاء فى الدقيقة 32. جاءت المباراة متوسطة المستوى من جانب الفريقين ولم يرق الأداء فيها للمستوى المطلوب. تفوق حسام البدرى صاحب الخبرة على إيهاب جلال الذى أدار أمس أول مباراة قمة له. وكان جلال يتمنى أن تكون بدايته مع الزمالك موفقة بتفجير مفاجأة أمام فارس الدوري، إلا أن البدرى ومن قبله دفاع فريقه تسببا فى إفساد حلمه الذى مات قبل أن يولد فى استاد القاهرة على يد الثلاثى مؤمن والسعيد وأزارو. لعب البدرى بذكاء شديد معتمدا على بناء حائط دفاعى قوى انهارت أمامه كل محاولات فريق إيهاب جلال قليل الخبرة، وظهر لاعبوه لا حول لهم ولا قوة ليتضح فارق الخبرة بين لاعبى الفريقين. لا شك أن الدقيقة 32 التى شهدت إهدار باسم مرسى لضربة جزاء بطريقة غريبة نقطة تحول لصالح الأهلى الذى حصل على ضربة جزاء، سجل منها السعيد هدفا، ليتلقى إيهاب جلال وفريقه ضربة قاصمة فى وقت صعب كلفهم الخسارة. تسبب أحمد الشناوى ومن أمامه من دفاع عاجز وبطيء فى قتل طموح الزمالك بصورة واضحة، إلى جانب ارتكاب أخطاء متكررة استفاد منها لاعبو الأهلى الذين يجيدون التعامل معها. فوز الأهلى على الزمالك هو امتداد لحقبة طويلة من التفوق الأحمر على الأبيض، لدرجة أن الزمالك لم يعرف طعم الفوز على الأهلى منذ عشر سنوات كاملة، وهو رقم كبير يحدث لفريق يعد القطب الثانى كما يحلو لأنصاره مناداته به. كشفت المباراة الفارق الكبير بين فريق له مخالب وأنياب يعرف ماذا يريد ومتى يسجل، وفريق بلا أنياب قليل الحيلة، وهو ما تؤكده السيطرة الوهمية التى لم يستفد منها «الأبيض» وظل يحاول ويحاول ثم يحاول لكن دون فاعلية. لا يمكن الحكم على إيهاب جلال من خلال هذه المباراة، فالرجل لم يتسلم الفريق إلا قبل 24 ساعة فقط من اللقاء، وهناك تحديات كبيرة تنتظره تتمثل فى بناء فريق يعرف كيف يفوز ويعود لحصد البطولات من جديد. استحق الأهلى الفوز لأنه استفاد من كل الفرص التى اتيحت له، فاعتلى قمة الدورى برصيد 39 نقطة متفوقا على الإسماعيلى صاحب المركز الثانى برصيد 37 نقطة الذى يلعب اليوم أمام النصر. شهدت المباراة طرد محمد إبراهيم وإنذار حازم إمام.. وقد نجح الحكم الإيطالى ماسا فى الخروج بالقمة إلى بر الأمان. لدغة مؤمن بداية لم يتوقعها إيهاب جلال مدرب الزمالك الذى لم يلبث أن جلس على دكة الجهاز الفنى يتعرف على زملائه، حتى باغته حسام البدرى بهدف تكرر كثيرا فى لقاءات الناديين، وذلك بعد مرور دقيقتين فقط من خطأ دفاعى ساذج ومتكرر بين الشناوى ودفاعه، فلم يترك «الحاوي» وليد سليمان الفرصة لطارق حامد للتفكير فخطف الكرة منه منطلقا فى قلب دفاعات الأبيض ليمررها لمؤمن زكريا الذى كان ينتظر الهدية أمام مرمى الشناوي، فأسكنها الشباك بهدوء شديد وسط ضجيج الجماهير الأهلاوية القليلة. استجمع لاعبو الزمالك رباطة جأشهم سريعا منتفضين من «خضة» هدف مؤمن زكريا، ولسام حالهم يقول: «واحنا لسنا مابلعناش ريقنا يا عم مؤمن»!. تراجع الأهلى إلى ملعبه تاركا الكرة لأيمن حفنى ومدبولى فى وسط الملعب لكن السيطرة البيضاء كانت بلا فاعلية بعدما بنى لاعبو الأهلى حائط صد يبدأ من عند عاشور والسولية ووليد ومؤمن، ما جعل لاعبى الزمالك يفقدون الكرة كثيرا وعجزوا عن الوصول لمنطقة ال18 لحارس الأهلي. اعتمد البدرى على تامين دفاعه مع شن هجمات مرتدة عن طريق جناحيه مؤمن زكريا ووليد سليمان، معتمدا على سذاجة الدفاع الزملكاوي. فتح أيمن حفنى جبهة مع حازم إمام والشامى خلف معلول ليجبروه على التراجع وشنوا هجمات لكنها افتقدت الخطورة الحقيقية. دفع الزمالك الثمن غاليا بسبب حالة البطء التى انتابت لاعبيه، وجسدت الدقيقة 20 حالة الزمالك عندما ظل الشامى «حيران» يبحث عن زملائه الذين كانوا «يتمشون» بهدوء عجيب. تفوق الأهلى فى المباريات الثنائية والالتحامات بسبب فارق الخبرة التى منحت رفاق عاشور القوة فى استخلاص الكرة. اختفى عبدالله السعيد ولم يظهر فى وسط الملعب ووضح عليه الإرهاق والإجهاد ولم يكن له وجود منذ بداية اللقاء.. شدد حفنى ومدبولى والشامى من حصارهم للاعبى الأهلى وتنوعت التمريرات لكنها تحطمت على أقدام ربيعة وأيمن أشرف. وفى ظل الضغط يهدى حفنى تمريرة رائعة لحازم إمام الذى نجح فى الحصول على ضربة جزاء، إلا أن باسم مرسى أهدرها بغرابة شديدة ليحبط زملائه الذين كانوا فى أمس الحاجة لهدف التعادل. اختفى لاعبو الأهلى هجوميا ولم يظهروا إلا بعد 35 دقيقة من خلال تسديدة «الحاوي» من كرة ثابتة أنقذها الشناوى وحولها لركنية. بلغت المباراة قمة الإثارة فى الدقائق الأخيرة عندما تمكن معلول من مغافلة الشناوى و«ضحك» عليه بحصوله على ضربة جزاء أحرز منها عبدالله السعيد الهدف الثانى للأهلي. ارتبك الزمالك وكاد أزارو يسجل الهدف الثالث من هدية تلقاها من الشناوي، لكن اللاعب المغربى أعاد الكرة سهلة للغاية لحارس الزمالك مرة أخري، لتمر الدقائق ثقيلة على لاعبى الزمالك حتى أطلق الحكم الإيطالى صافرته معلنا نهاية الشوط الأول بتقدم الأهلى بهدفين دون رد. •آآآه يا أزارو رفض أزارو منح إيهاب جلال ولاعبى الزمالك الفرصة للتفكير فى كيفية العودة للمباراة، عندما باغت الشناوى بهدف رائع من تمريرة أروع تلقاها من «الحاوي» وليد سليمان، ليجد أزارو نفسه خلف مدافعى الزمالك منفردا بالشناوى ومن خلفه على جبر البطيء جدا، فقام مهاجم الأهلى بإيداع الكرة على يسار الشناوى محرزا الهدف الثالث. قتل هدف اللاعب المغربى المباراة بعدما أكمل الثلاثية وهو ما منح فريقه الهدوء والثقة. فى المقابل، عجز لاعبو الزمالك عن العودة للمباراة مرة أخري، مكتفين بالمحاولات الفردية. وينال محمد إبراهيم وحازم إمام إنذارين بعد تدخلهما بقوة مع فتحى وأزارو. يسقط رامى ربيعة مصابا ليخرج ويدخل بدلا منه محمد هاني، ثم يدفع إيهاب جلال بكاسونجو على حساب باسم مرسي. انحصر اللعب فى وسط الملعب وظلت الكرة حائرة بين لاعبى الفريقين لكن دون فاعلية حقيقية على المرميين. لم يغير البدرى من استراتيجيته الهجومية-الدفاعية التى اعتمدت على الهجمات المرتدة التى أثبتت نجاحها مع بناء حائط قوى سقطت أمامه كل محاولات الزمالك الهجومية. لم تضف تغييرات إيهاب جلال الهجومية أى جديد على أداء فريقه بأى شكل من الأشكال. شهدت المباراة بعض الحماس الزائد عن الحد تسبب فى خروج محمد إبراهيم مطرودا بعد تدخله العنيف مع أيمن أشرف ليخرج الإيطالى ماسا البطاقة الحمراء وسط اعتراضات اللاعب وجهازه الفني. سقط أزارو مصابا بعد اصطدامه مع زميله محمد الشناوى ليتوقف اللعب لعلاج المغربى الذى أصيب فى وجهه، ليقوم البدرى بإخراجه خوفا عليه والدفع بالنيجيرى أجايي. خرج أيمن حفنى وحل بدلا منه معروف يوسف لتأمين الدفاعات خوفا من إصابة مرمى الشناوى بأهداف أخري. سيطر الأهلى على مجريات اللعب وتفنن أجايى فى التلاعب بلاعبى الزمالك، مستعرضا مهاراته وسط حالة من الاستسلام التى سيطرت على اللاعبين الذين أدركوا تفوق الأهلى لعبا ونتيجة. لجأ لاعبو الزمالك إلى المحاولات الفردية فى محاولة لإهدار الوقت الذى بات ثقيلا عليهم، و«لولا الملامة» لطالبوا الحكم بإنهاء المباراة، إلا أن الحكم أطلق صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز الأهلى 3-صفر.