هزت اشتباكات عنيفة مدينة حلب عاصمة سوريا التجارية لليوم الثاني علي التوالي, حيث شن الجيش النظامي هجمات ضارية علي المناطق التي يسيطر عليها الثوار, في وقت دعا فيه المجلس الوطني المعارض مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لوقف مذبحة محتملة في حب ومناقشة الوضع في دمشق, بينما اعتبرت إيران أن مسألة نقل السلطة وهم. من جانبه, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل خمسة أشخاص وتنفيذ حملة مداهمات في محافظة ريف دمشق. وفي مدينة حمص, تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة علي الحي المحاصر وأحياء أخري بمدينة حمص خارجة عن سيطرة النظام. وفي محافظة درعا, تدور اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين بين مقاتلين والقوات النظامية التي اقتحمت البلدة وتسمع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في المنطقة التي يتواجد فيها مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة. وفي طهران, إعتبر وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي إن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا وهم. وأضاف في مؤتمر صحفي خلال زيارة نظيره السوري وليد المعلم لطهران' التفكير الساذج والمخطيء بانه إذا حدث فراغ في السلطة في سوريا وأن حكومة أخري ستصل ببساطة إلي السلطة في اعتقادي ليس سوي حلم, إنه وهم. يجب أن ننظر بحرص إلي سوريا وما يحدث داخل البلاد. من جانبه, أكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم التزام بلاده بتنفيذ خطة عنان كاملة, مشددا في الوقت ذاته علي هزيمة مقاتلو المعارضة في حلب. علي صعيد متصل, قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري إن محادثات ستجري خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية تحل محل فريق الأسد في الوقت المناسب. وقال سيدا إن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية. وأضاف أن غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة لكنها قد تضم ايضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية. وأضاف سيدا لقناة سكاي نيوز العربية التي تتخذ من أبوظبي مقرا أن بعض عناصر النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبري سيكونوا موجودين بعد التشاور مع مختلف الفصائل. وفي برلين, ذكرت تقارير ألمانية أن الحكومة السورية عززت من إجراءات تأمينها للأسلحة الكيماوية التي بحوزتها كما قامت بنقل جزء من ترسانتها الكيماوية إلي أماكن أخري وذلك بالنظر إلي استمرار المعارك مع المعارضة. وقالت مجلة دير شبيجل الألمانية استنادا إلي معلومات أجهزة استخبارات غربية إن الحكومة السورية استعانت بعلويين موالين للنظام في حماية نقاط مهمة بمستودعات الأسلحة الكيماوية كما قامت الحكومة بنقل جزء من الأسلحة الكيماوية من مطار عسكري بالقرب من مدينة حمص معقل المعارضة إلي مستودع آخر يتمتع بحماية أفضل. وأضافت المجلة أن معلومات لدي جهاز المخابرات الألمانية بي إن دي أفادت بأن المادة المنقولة تتعلق بغازات الأعصاب القاتلة في إكس والسارين. ووفقا لتقديرات أجهزة استخبارات غربية فإن الجيش السوري يمتلك أكثر من1000 طن من المواد الحربية عالية السمية والجزء الأكبر من هذه المواد مخزن في قاعدة السفير العسكرية الواقعة علي مسافة نحو20 كيلومترا من مدينة حلب. وقالت المجلة في تقريرها إن أجهزة المخابرات الغربية لا تري أنه من المرجح انتقال جزء من الأسلحة الكيماوية السورية لحزب الله اللبناني الشيعي. من ناحية أخري, أعلن مسئول أردني توقف حركة الشاحنات الأردنية المتجهة إلي سورية بشكل تام جراء ما تشهده سورية من أحداث وعمليات سلب وقطع للطرق. وقال نقيب الشاحنات الأردنية محمد خير الداوود, إن التوقف التام الذي تشهده حركة الشاحنات جاء بعد الأحداث الأخيرة التي تصاعدت في سورية, ما أدي إلي عزوف أصحاب الشاحنات رغم انهم كانوا يجازفون ويذهبون إلي سورية خلال الأسابيع الماضية.
