يكاتيرينبورج، هى رابعة كبريات المدن الروسية بعد موسكو وسان بطرسبورج ونوفوسيبيرسك، وإحدى أهم قلاع الصناعة الثقيلة فى روسيا، تأسست عام 1723 تكريما لإمبراطورة روسيا يكاتيرينا الأولي، ولتكون نافذة الإمبراطورية على آسيا، من موقعها عند سفوح جبال الأورال التى تفصل الجزءين الآسيوى والأوروبى للدولة الروسية، مثلما كانت سان بطرسبورج نافذة روسيا فى الغرب على أوروبا . ومثلما أسهمت سان بطرسبورج بصمودها الأسطورى أمام الحصار النازى الجائر خلال الحرب العالمية الثانية، كانت يكاتيرينبورج الملجأ والملاذ الذى احتضن خيرة أبناء الاتحاد السوفيتى من العلماء والفنانين ممن جرى تهجيرهم إليها، مع أهم قلاع الصناعات الاستراتيجية التى وفرت لقواته المسلحة كل احتياجاته العسكرية والتقنية لتحقيق النصر فى الحرب العالمية الثانية. فيما هى اليوم واحدة من أهم الركائز الوطنية التى توفر لروسيا 60% من الدخل القومى بما تمتلكه من ثروات طبيعية ومنشآت صناعية استراتيجية، فضلا عن أنها مقر قيادة المنطقة المركزية العسكرية. وفى هذا الصدد تشير الأدبيات الروسية إلى تاريخ المدينة ودورها فى ثورة أكتوبر، وهى التى سبق وأعلنت العصيان وأسست جمهورية الأورال المستقلة مع بداية اندلاع الحرب الأهلية بعد ثورة أكتوبر 1917. واسمها الحالى هو الاسم الذى استعادته عام 1991 بدلا من القديم الذى كانت استبدلته عام 1924 باسم سفيردلوفسك، أحد قيادات ثورة أكتوبر، الذى اطلقوه على المدينة تقديرا لدوره فى إخضاعها، كما انها المدينة الأم للزعيم الروسى الأسبق بوريس يلتسين ومقر المركز (المتحف) الذى اُقيم تخليدا لذكراه دون أن يأخذ أبناء المدينة فى الاعتبار تاريخه ودوره فى انهيار الاتحاد السوفييتى السابق، فضلا عن أنه سبق وقام بإزالة بيت ايباتيف الذى شهد إعدام القيصر نيقولاى الثانى وأسرته بمن فيهم الأطفال رميا بالرصاص فى عام 1918، فى محاولة لطمس آخر آثار هذه الجريمة النكراء. أما عن استاد يكاتيرينبورج، الذى سيفتتح على أرضه المنتخب الوطنى مبارياته فى الدور الأول بمونديال روسيا بلقاء مع منتخب الاوروجواى يوم 15 من يونيو المقبل، فهو نفس الاستاد القديم الذى شُيد عام 1957 وتقررت إعادة بنائه وتوسعته ليتسع لخمسة وثلاثين ألف متفرج سوف تنخفض بعد انتهاء مباريات كأس العالم إلى ثلاثة وعشرين ألفا. ومن اللافت فى هذا الصدد صغر مساحة ملعبه التى تبلغ 105 أمتار طولا، و68 مترا عرضا، فضلا عن تعمد أن يكون تصميمه مناسبا ليس فقط للمباريات الرياضية، لكن أيضا لإقامة الاحتفالات الجماهيرية والعروض الفنية الثقافية، بما له من خصائص تقنية تسمح بتغطيته بأسقف متحركة.