وسط أجواء من القلق والخوف تحسبا لهجمات إرهابية تفسد موسم الأعياد، احتفل المسيحيون حول العالم أمس بأعياد الميلاد «الكريسماس»، في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي حاصرت مختلف دور العبادة والمناطق السياحية والحيوية حول العالم. فقد ساد التوتر مدينة بيت لحم مهد المسيح في أعقاب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما أثار مظاهرات شبه يومية في فلسطين، بما في ذلك في بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة، حيث تقام الاحتفالات بعيد الميلاد في كنيسة المهد.وقال بيير باتيستا بيزابالا، رئيس الأساقفة، إن إعلان ترامب «أدى إلى توتر حول القدس وشغل الناس عن عيد الميلاد». وتراجع عدد الزوار الأجانب، الذين عادة ما يتوجهون إلى المدينة للاحتفال بعيد الميلاد عندما يسمح الوضع الأمني بذلك في الأيام الأخيرة. وقال بيزابالا أن عشرات المجموعات ألغت رحلاتها منذ بداية ديسمبر الحالي. ومن جهته، أكد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية نشر وحدات إضافية في القدس ونقاط العبور إلى بيت لحم لتسهيل التحركات ووصول الزوار.وفي العاصمة السورية دمشق، زينت شوارع الأحياء ذات الغالبية المسيحية مثل باب توما، بمناسبة الأعياد. وقد وضعت محلات تجارية أشجارا صغيرة مزينة لعيد الميلاد. وفي حمص، احتفل المسيحيون بعيد الميلاد للمرة الأولى منذ استعادة الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على المدينة وانتهاء المعارك. وفي مدينة الموصل العراقية، أحيا مصلون في كنيسة مار بولص للكلدان، قداس عيد الميلاد للمرة الأولى منذ عام 2013، في ظل إجراءات أمنية مشددة في المدينة التي استعادتها القوات العراقية في يوليو الماضي من قبضة إرهابيي «داعش». ودعا بطريرك الكلدان في العالم لويس ساكو عشرات الحاضرين إلى الصلاة من أجل «السلام والاستقرار في الموصل والعراق والعالم»، في الكنيسة التي غطيت بعض جدرانها بستائر بيضاء وحمراء لحجب آثار القتال ضد التنظيم الإرهابي. وفي باريس، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن انتشار أمني مكثف قوامه نحو 100 ألف من رجال الأمن خوفا من وقوع هجمات إرهابية. وأوضح جيرارد كولومب، وزير الداخلية الفرنسي، أنه أرسل برقية إلى حكام المقاطعات بهدف تأمين الاحتفال بالأعياد الدينية المسيحية واليهودية والتي تبدأ من 12 ديسمبر الحالي وحتى السابع من يناير المقبل. وفي لندن، كشفت السلطات البريطانية عن إجراءات أمنية وقائية مشددة خلال فترة أعياد الميلاد، مؤكدة أنها لم تتلق أي تهديدات محددة تستهدف احتفالات الكريسماس، إلا أنها أشارت إلى أن هذه الإجراءات تأتي تحسبا لأي محاولات من تنظيم «داعش» الإرهابي المعروف باستهدافه لمثل هذه الأعياد. وفي برلين، تستقبل ألمانيا العام الجديد وهى تواجه أزمة سياسية فريدة من نوعها لم تحدث منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث ترأس المستشارة أنجيلا ميركل حاليا ومنذ الانتخابات التشريعية فى سبتمبر الماضى حكومة تسيير أعمال، وهى فترة طويلة تعيشها ألمانيا لأول مرة بحكومة تسيير أعمال. وبمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، حث الرئيس الألماني فرانك شتاينماير المواطنين الألمان على التحلى بالثقة، فى إشارة إلى الشعور العام بالقلق بعد الفشل فى تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات التشريعية. وفي كاراكاس، أطلقت السلطات الفنزويلية مساء أمس الأول سراح مجموعة أولى من المعارضين للرئيس نيكولاس مادورو، في بادرة تهدئة بمناسبة عيد الميلاد تندرج في إطار توصية أصدرتها لجنة تابعة للجمعية التأسيسية وطلبت فيها الإفراج عن أكثر من 80 معارضا.