على مدى عدة عقود، تعددت قرارات المحافظين، خاصة فى العاصمة، بمنع سير عربات «الكارو» فى الشوارع، لما تمثله من مظهر غير حضارى يسيء إلى حضارة مصر وشعبها، لأنها من ناحية وسيلة بدائية ومن المفترض أنه »عفا عليها الزمن« فى نقل الأشخاص والبضائع، ومن ناحية أخرى أن من يقودونها لا يخضعون لأى قواعد أو نظم أو قوانين. فالشارع مستباح لهم يسيرون فى وسط الطريق لا مشكلة، يسيرون عكس الاتجاه ما المانع، تتساقط من العربات القاذورات ومخلفات المبانى ويلوثون بها الطرق والشوارع لا يهمك.. أضف إلى ذلك المعاملة غير الإنسانية التى يتعامل بها قائدو الكارو مع الدواب التى تجر تلك العربات. ويجب ألا ننسى واقعة إنقاذ سائحة سويسرية حمارا يتعرض للضرب المبرح من قبل مالكه، لتكاسله فى المشى بالعربة التى يجرها بمنطقة »سقارة« بالجيزة، فقامت على الفور بتحرير محضر، ونقلت الحمار للعيادة البيطرية، واشترته من مالكه ب300 يورو، ليصبح أغلى حمار مصري. وقد فتحت تلك الواقعة المجال لإقرار قانون جديد يحمى حقوق الحيوان، بعدما شنت منظمات حقوقية هجوما على مصر، قائلة إنها تتجاهل حقوق الحيوان. ولعل المعاملة السيئة للحيوانات التى تجر عربات «الكارو» فضلا على المظهر غير الحضارى لتلك العربات، هو ما جعل محافظ القاهرة، المهندس عاطف عبدالحميد، يرفع الكارت الأحمر لسائقى «الكارو» ويسارع فى شهر أكتوبر الماضى إلى إصدار قرار ينص على منع سير عربات «الكارو» بجميع ميادين وشوارع المحافظة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية فى حالة المخالفة. وقد ذكر المحافظ أخيرا أن أعداد عربات الكارو الموجودة بالقاهرة المقدرة بنحو 1718 عربة، انخفض حاليا بنسبة تقارب 25% منذ بدء تنفيذ قرار منع سيرها بشوارع العاصمة، حيث تم التحفظ على 89 عربة بمعرفة أجهزة الأحياء والمرور، وكذلك قام أكثر من 500 سائق بتبديل العربة والدابة ب «تروسيكلات» تلقائيا من أنفسهم. وأشار المحافظ إلى أنه تجرى حاليا مع صندوق التضامن الاجتماعي، دراسة لوضع آلية لمساعدة سائقى الكارو على الارتقاء بعملهم، والحصول على سيارات ربع نقل أو «تروسيكلات» بدلا من عربات «الكارو».