"هو لاعب عظيم، وأظهر ذلك مع روما والآن مع ليفربول .. وهو يتطور بشكل كبير ويمكن أن يعطى المزيد لكرة القدم، وأنا أتابعه ". هذا ماقاله الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفنى لفريق ريال مدريد الإسبانى عندما سألته وسائل الإعلام عن إمكانية ضم النجم المصرى محمد صلاح الى فريقه خلال الفترة المقبلة . وهذا ما أصبح عليه صلاح الذى تصدر هدافى الدورى الإنجليزي هذا الموسم و الذى يعيش فيه أفضل فترة من مسيرته الكروية بعدما حصد 4 جوائز خلال 5 أيام، حيث توج بجائزة أفضل لاعب فى أفريقيا من هيئة الإذاعة البريطانية، وجائزة أفضل لاعب فى شهر نوفمبر بنادى ليفربول كما توج فى اليوم ذاته بجائزة "هدف الشهر" ثم توج صلاح بجائزة أفضل لاعب فى مسابقة الدورى الإنجليزى الممتاز عن شهر نوفمبر، ليكون اللاعب المصرى الأول الذى يحقق تلك الجائزة. هذا هو محمد صلاح ابن القرية المصرية الذى صال وجال فى بلاد أوربا ، وأثبت أن المصرى سيبقى قادراً على إثبات الذات، وسط رجال العالم ، ولكن وقت أن يتصف بسمات شاب مثل محمد صلاح ! ان نجاح صلاح بالضرورة لم يأت من فراغ، فهو ليس فقط تلك الموهبة الكبيرة التى منحها الله له فى لعب الكرة، ولكنها هذه الشخصية التى تتسم بثبات إنفعالى غير محدود لم نشهده على لاعب كرة مصرى فى السابق، هو نفس الثبات الذى صورته لنا لوحة رد فعل محمد صلاح عقب دخول هدف فى مرمى المنتخب من الكونغو فى المباراة التى كان الفوز فيها لمصر يحقق حلم الوصول الى كأس العالم، وهذا الهدف فى مرمانا كاد يضيع الحلم . لقد تحول رد فعل صلاح من الحزن الشديد والإرتماء على الأرض إلى الوقوف مسرعاً، ثم إلى شد أزره لنفسه وباقى الفريق والجمهور ليقوم الجميع على قلب رجل واحد حتى يحقق صلاح نفسه الهدف فى الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع . وغير هذا يملك صلاح وكما أوضح الموقف، إنتماء لاحدود له لهذا الوطن، وهو لم يتأخر يوماً تلبية لنداء الواجب والمشاركة فى كل المبارايات، هذا غير مايقدمه من خير وتبرعات كبيرة لأبناء بلده والمشروعات الى تقوم بها الدولة حيث تبرع بالملايين لحساب صندوق هذه المشروعات . أما الإلتزام الشخصى والأخلاقى والدينى لصلاح فلاغبار عليه، دون تزيد منه، ولارياء ،ويشهد على هذا وفاؤه لأهله،وأهل بلدته، والدائرة المحيطة به ، التى يتعامل معها بنفس تواضعه الذى بدأ به حياته، وبنفس درجة البساطة . إن شاباً مصرى بهذه المواصفات، يستحق أن يبقى فى القلوب، ويحفر إسمه فى تاريخ بلاده أنه اللاعب الذى تغنى له الأوربيين بأغنية خاصة له .. نعم من حقنا أن نتشرف بأن يمثلنا صلاح فى أوربا، وبلادنا تستحق أن تجد مثله فى كل المجالات، حتى نتفوق على غيرنا ، ليت كل شباب مصر مثل محمد صلاح !! لمزيد من مقالات حسين الزناتى;