أمطار وسيول .. عنوان رئيسي لفصل الشتاء الذي أعلن عن نفسه ببرودة قارسة وشبورة كثيفة علي الطرق السريعة خلال الأيام القليلة الماضية ، ولأنها ليست كغيرها من تقلبات الجو حيث ينتج عنها أخطار وخسائر فلابد من الاستعداد لها مسبقا ، لذلك تأخذ الكثير من الهيئات الحيطة والحذر قبلها. بداية يوضح الدكتور أحمد عبد العال محمد رئيس مجلس إدارة هيئة الأرصاد الجوية أن السيول في مصر تطل علينا في الخريف وليس في الشتاء الذي يتسم بسقوط الأمطار ، لذلك يبدأ عملنا قبل شهر ونصف الشهر من الخريف ونقوم بإرسال إنذار مبكر لجميع الجهات والهيئات والشركات وكذلك المحليات للتنبيه عن هطول أمطار أو سيول كما اننا نقوم بإرسال انذار ثان قبلها ب 72 ساعة وثالث قبلها ب 48 ساعة ورابع واخير قبل 24 ساعة وذلك للتنبيه علي ضرورة اخذ الحيطة والحذر لمواجهة أي أزمة تسببها السيول أو الامطار قبل حدوثها... وبالفعل قمنا باخطار جميع المحافظات وخاصة المحاطة بالجبال وقد اوشكت فترة السيول علي الانتهاء اما الامطار فتكثر علي السواحل الشمالية بداية من السلوم وسيدي براني مرورا بمطروح والإسكندرية وكفر الشيخ وحتي رفح.. ونوه عبد العال إلي أن الظواهر الطبيعية كعادتها «قوية جدا» ولابد أن ندرك أنه مهما كان حجم استعدادنا لمواجهتها فلن نستطيع التصدي لها بشكل كامل، بل يمكننا فقط تقليل نتائجها إن أمكن، وهو ما ينطبق علي دول كثيرة .. فمثلا في الولاياتالمتحدةالأمريكية فعلي الرغم من المستوي الاقتصادي المرتفع والتكنولوجيا المتطورة تجدها عاجزة أمام كوارث الطبيعة لذلك لا نستطيع توجيه اللوم والاتهام بالاهمال للجهات المعنية بالمواجهة.. المياه والصرف ومن جانبه يؤكد المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أن كل الشركات التابعة في كل المحافظات تعمل علي مدي 24 ساعة طوال أيام وفصول السنة لأن طبيعة عملها كقطاع خدمي تتطلب ذلك، أما في حالات الطوارئ فيتم التنسيق بين الشركات وبعضها ليتسني نقل المعدات مثلا إذا تطلب الأمر، أما استعداداتنا لفصل الشتاء فإنه تم رفع درجات الاستعداد بشركات المياه تحسبا لموسم الأمطار، ورفع كفاءة المعدات وشراء معدات حديثة للتعامل مع السيول. وهناك تنسيق بين كل الوزارات والأجهزة المعنية كوزارة الري وهيئة الأرصاد الجوية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة ونشر سيارات شفط المياه في مطالع الكباري والأنفاق للتعامل الفوري مع المياه وأوضح أنه تم تطهير بالوعات الأمطار والصرف الصحي بالمحافظات، وتنفيذ محاكاة لسقوط الأمطار بعدد من المحافظات منها الإسكندرية وبورسعيد وكفر الشيخ والجيزة والقاهرة والتأكد من سلامة وكفاءة بالوعات الأمطار، بالإضافة إلي مراجعة عدد من نقاط تمركز الشفاطات الكبري بالقرب من البؤر المعروفة بتجمع المياه بها. كما تم تشكيل فرق متخصصة لمراجعة جميع أعمال الصيانة لمعدات وأجهزة الشفط، وتوفير مولدات الكهرباء اللازمة لعمل محطات الصرف الصحي وتم مراجعة صيانتها والتأكد من جاهزيتها للعمل والتعامل مع المواقف الطارئة. وأضاف أن جميع الشركات التابعة وضعت خطة استعداد مبكرة، والتنسيق مع رؤساء المراكز والوحدات المحلية علي نطاق كل محافظة لتوحيد الجهود، ووضع سيناريوهات تفصيلية ووضع خطط للإجراءات التي يمكن تنفيذها عند حدوث أي طارئ . وتم التأكد من كفاءة تطهير «الشنايش» داخل الأنفاق لمواجهة أي تجمعات لمياه الأمطار أو أي سيول محتملة في هذا الشتاء ، كما تمت مراجعة حالة سيارات الكسح بكل الشركات، ومعدات الصرف الصحي المتاحة، وتم تنفيذ أعمال صيانة عاجلة لها، والانتهاء من مراجعة حالة محطات رفع مياه الصرف الصحي وتجهيزها للعمل بأقصي طاقة ، وكذا مراجعة موقف الديازل بكل محطة للاستعداد في حالة قطع التيار الكهربائي عنها ، وذلك بالمواقع المخدومة بالصرف الصحي ؛ وتجهيز سيارات نقل المياه وصيانتها ، استعداداً لتوفير كميات من مياه الشرب النقية في الأماكن المتضررة في حالة حدوث سيول . وأوضح أنه تم تخصيص فرق عمل سريعة للتدخل في حالة حدوث سيول ، وإنشاء غرفة عمليات لمتابعة اخطارها ومدي الأضرار المتوقعة والفعلية لعمل الخطط البديلة ، ودراسة مدي تأثيرها علي المرفق ، وتجهيز مجموعات للصيانة الكهربية والميكانيكية والشبكات للتعامل مع أي تأثيرات غير متوقعة. ويشرح رسلان أن إدارة الأزمات لدي الشركة تجتمع بجميع طاقاتها إذا حدث أمر غير عادي ، للمتابعة وتتكون تلك الادارة من ممثلين لإدارات متعددة داخل الشركة مالية وفنية علي اختلاف تخصصاتها علي مدي اليوم منذ بدء الأزمة وحتي نهايتها لمتابعة الموقف والتعامل معه علي الفور وإصدار تقارير فورية ومتتالية عن تطورات الوضع.