منتهى الإهمال فى الخط الساخن لمحافظة القاهرة يلحظه من يسوقه حظه العاثر ليستغيث بمن ينقذه من كارثة.. هذه التجربة المأساوية خاضتها «الأهرام» عندما اتصلت مرارا وتكرارا بهذا الخط «الساخن» اسما، «البارد المتجمد» وصفًا. والسؤال الآن: إلى من يلجأ المواطن القاهرى إذا نزلت به مصيبة؟ ومن ينقذه إذا احتاج يد المسئول فلم يجدها؟ الحقيقة أنه سيكون مصيره فى يد الله وحده، لأن الخط الساخن للعاصمة «خارج نطاق الخدمة».. فالخطوط الساخنة إذا كانت من المفترض أن تخلق الصلة المطلوبة بين الناس والمسئولين وتدشن شراكة مطلوبة بينهما،حتى يكون الكل جزءا من المواجهة خاصة فى الأزمات .. فهذه الخطوط تمتنع فى العاصمة - للأسف الشديد - عن أداء وظائفها التى تشتبك مع واقع الناس ومشكلاتهم. وعبر المواطنون عن ذلك ومنهم أحمد ربيع موظف والذى بدأ حديثه متسائلا عندما يكون الخط الساخن لمحافظة القاهرة الذى من المفترض أن يسعف المواطن لحل مشكلته معطلا أو مغلقا نهائيا أو لا حياة فيه فلمن تنادى أذن من يأخذ بأيدى المواطن ويساعده فى حل مشكلاته ؟ فالرقم الذى تقدمه المحافظة لإغاثة المواطنين لا يعمل وخارج الخدمة على مدار 24 ساعة، لذلك نطالب المسئولين بسرعة حل هذه المشكلة خاصة وأن هناك حالات طارئة تحتاج إلى التواصل السريع مع المحافظة. أما مصطفى عبد الفتاح – طبيب – فيعرض تجربته مع الخطوط الساخنة، قائلا إنه ذات مرة اتصل بالخط الساخن الخاص بنظافة القاهرة للإبلاغ عن سيارة نقل قامت بإلقاء كمية كبيرة من المخلفات ذات الرائحة الكريهة فى أحد الشوارع المجاورة لمنزله خاصة بعد أن قرأ تصريحا للمهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة يطالب فيه المواطنين بالعمل جنبًا إلى جنب أجهزة المحافظة للنهوض بمنظومة النظافة، من خلال المشاركة الإيجابية بعدم إلقاء المخلفات بالشوارع والإبلاغ عن أى تقصير من جانب أى عنصر من عناصر المنظومة عن طريق الخط الساخن الذى أعلنته هيئة النظافة وهو 152 وقد تفاعلت مع تلك التصريحات وقمت بالاتصال للإبلاغ عما حدث لحساب من يثبت تقصيره فى عمله ولكن للأسف لم يتم الرد نهائيا فيبدو أن هناك موظفين لا يهتمون بشكاوى المواطنين والتفاعل معهم وذلك ما يشوه الإنجازات التى يقوم بها المسئولون. تجربة أخرى تحمل شكوى خطيرة صاحبها هو محمد عتريس الذى اتصل عبر هاتفه برقم «114» وهو الرقم المعلن عنه كأحد الخطوط الساخنة للمحافظة ليبلغ عن كارثة تصدع أحد العقارات بمنطقة روض الفرج وجاءته الصدمة عندما لم يرد عليه أحد ولم ييأس محمد من محاولات الاتصال على الخطوط الساخنة المختلفة للمحافظة أملا فى الاستجابة له ولكن للأسف الشديد حدثت الطامة الكبرى وانهار المنزل على ساكنيه قبل أن يجيب عليه «الخط القاتل» على حد وصفه. وقالت هند حسن- ربة منزل –إنها اتصلت على رقم الخط الساخن لمحافظة القاهرة أكثر من مرة حيث كانت بلاعات الصرف الصحى فى الشارع التى تسكن فيه مفتوحة وهو ما يجعلها تمثل خطرا على حياة قاطنى هذه المنطقة ولكن لا حياة لمن تنادى ولم يتم حل هذه المشكلة حتى ارسلت خطابا إلى مكتب محافظ القاهرة فوجدت استجابة سريعة وتم إغلاق جميع البلاعات خلال ساعات. من جانبه قال يوسف عبد المحسن –مهندس- إن هذه الأرقام المختصرة عبارة عن ديكور فدائما ما تكون مغلقة أو مشغولة أو خارج الخدمة وللأسف يتم الترويج لها على المواقع الخاصة بمحافظة القاهرة ويوهمون المواطنين أن هذه الخدمة هى طوق النجاة لهم عند حدوث أزمة وهو ما يخالف الواقع تماما، مضيفا أن هذه الخدمة من الممكن فى حالة تفعيلها أن تساعد المحافظة فى التعرف على مشكلات المواطنين والعمل على وضع الخطط المناسبة وحلها دون بذل مجهود كبير ولكن للأسف لا يتم استخدام هذه الخدمة بالشكل الصحيح مما تنتج عنه فجوة كبيرة بين المواطن والمسئول.