فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم بعثه علي جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب اليك؟ قال: عائشة.. فقلت من الرجال ؟ قال: أبوها. قلت ثم من ؟ قال عمر بن الخطاب وعمر بن الخطاب وما أدراك من عمر بن الخطاب؟ هو الفاروق الذي يفر منه الشيطان, الذي إذا سلك طريقا سلك الشيطان طريقا آخر وهو الخليفة الثاني لرسول الله صلي الله عليه وسلم, ومن العشرة المبشرين بالجنة وأول من أطلق عليه لقب أمير المؤمنين, صاحب الفتوحات العظيمة وممزق ملك فارس عبدة النار, وفاتح بلاد الشام من أيدي الروم الصليبيين ومنقذ المسجد الاقصي الشهيد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل اسلام عمر بن الخطاب يدعو الله تعالي فيقول اللهم اعز الاسلام بأحد هذين الرجلين اليك, بأبي جهل او بعمر بن الخطاب وكان أحبهما اليه عمر, فلقد كان رضوان الله عليه رجلا ذا شيمة لا يرام ما وراء ظهره, عندما اسلم امتنع به أصحاب رسول الله وبحمزة حتي غلبوا قريشا قال ابن مسعود: ان اسلام عمر كان فتحا وان هجرته كانت نصرا وان امارته كانت رحمة, ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتي اسلم عمر, فلما اسلم قاتل قريشا حتي صلي عند الكعبة وصلينا معه وقال: مازلنا اعزة منذ أسلم عمر لقد بشر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة ورأي رسول الله في المنام ما يشير إلي خلافة ابي بكر وعمر وكيف سيكون الامر عند ذلك فقال: رأيت في المنام أني أنزع بدلو بكرة علي قليب, فجاء ابو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا, فلم أر عبقريا يفري فريه حتي روي الناس وضربوا بعطن. كما أن رسول الله كشف لعمر عن فضيلة عظيمة له تقتضي أن الشيطان لا سبيل له عليه, وأن الشيطان يفر منه ان يشاركه في طريق يسلكها فقال عليه السلام: ايها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده, ما لقيك الشيطان سالكا في قط إلا سلك فجا غير فجك كذلك أخبر النبي عليه السلام أن لو كان نبي يعدي ولكان عمر بن الخطاب, ففي هذا الحديث دليل علي فضل ما جعله الله لعمر من أوصاف الانبياء وخلال المرسلين. لقد تولي الفاروق عمر الخلافة بعد الصديق وبعهد منه, وإذا كان ابو بكر قد ثبت دعائم الدولة الاسلامية بالقضاء علي المرتدين ومدعي النبوة فان عمر بن الخطاب نظم تلك الدولة بما وضعه لها من نظم وما رسمه لها من قواعد للعمل لاسيما بعد ان اتسعت رقعتها في عهده, لقد كان عمر رضي الله عنه متواضعا في الله خشن العيش وخشن المطعم, شديدا في ذات الله, يرقع الثوب ويحمل القربة علي كتفيه مع عظيم هيبته, وكان في وجهه خطان اسودان من البكاء, وكان يسمع الآية من القرآن فيغشي عليه فيحمل صريعا الي منزله فيعاد ايا ما ليس به مرض الا الخوف, وكان نقش خاتمه: كفي بالموت واعظا ياعمر