ماذا تبقى من القدس ليتظاهر الطيبون من أجل تحريره؟ وليتفاوض عليه الفلسطينيون والعرب فى الغرف المغلقة؟ وكم بقى من الفلسطينيين فيها تحت وطأة الاحتلال وكم غادروها منذ هزيمة 48 وحتى الخامس من ديسمبر2017. عدد سكان القدس عام 67 بلغ نصف مليون نسمة منهم 120 ألف مسيحى و300 ألف مسلم والبقية من ديانات أخرى كاليهود والدروز. وفى تعداد 2015 تراجع عدد المسلمين إلى260 ألفا وتراجع عدد المسيحيين إلى 9 آلاف فقط، بينما ارتفع عدد اليهود فى مدينة السلام إلى نصف مليون متشدد. قبل هزيمة 67 كان الزعماء العرب يناضلون من أجل دولة فلسطينية عاصمتها القدس الموحدة، وبعدها أصبحوا يناضلون من أجل العودة لحدود 67، والآن لا أحد يعرف على ماذا يتفاوضون. والغريب أن العصابات الإسرائيلية كانت واضحة منذ اليوم الأول لاحتلال القدس، فحاصرتها بالأسوار وبالمستوطنات مستخدمة جميع الأساليب الوحشية لطرد أو قتل سكانها. أما العرب والمسلمون الذين شجبوا ونددوا فقد وصلوا مؤخرا للمرحلة التى يقتل بعضهم فيها بعضا ولأسباب يقال إنها دينية. الأغرب من ذلك أن كل الثورات فى الشارع العربى والإسلامى كان تحرير القدس أحد شعاراتها، بينما لم تشتعل فى إسرائيل ثورة واحدة منذ إنشائها. الذى أعرفه أن ثوار الجزائر مثلا رفضوا أن يشاركهم ثورتهم على فرنسا متطوعون حتى لو كانوا عربا أو مسلمين، وكل ما طالبوا به هو السلاح والدعم السياسى حتى تحرروا، أما الفلسطينيون فقد خدعوا حتى تحولوا إلى شتات كيهود التاريخ بحيث أصبحت كل جماعة منهم رهينة نظام يمنح ويمنع وفقا لحساباته وليس لإيمانه بقضيتهم. وتبقى دائما وحدة الفلسطينيين فى الداخل مؤشرا على طريقة تعامل الخارج معهم. [email protected] لمزيد من مقالات ◀ إبراهيم سنجاب