رحم الله أمى الحبيبة التى رحلت قبل 6 سنوات، وكانت تحلم دوما بزيارة مدينة القدس والتبرك بالأماكن المقدسة، خاصة كنيسة القيامة وقبر السيد المسيح والذى يضاهى فريضة «الحج» لدى أشقائنا المسلمين، كانت أمى تترقب بلهفة وشوق كبيرين موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيد، لتتابع عبر التليفزيون احتفالية خروج النور المقدس من قبر السيد المسيح، وسط فرحة المحتفلين من مختلف الجنسيات عدا المصريين، تتابع وعينيها تغرورق بالدموع؛ تتمتم بشفتيها «كان نفسى أكون معاهم», فأقول لها «السنة الجاية سوف أسفرك لزيارة القدس» لترد فى عفوية «لا يا بنى البابا شنودة مانع زيارة القدس وبيقول.. مش هندخلها الا مع أخوتنا المسلمين، وأنا مقدرش أكسر كلام البابا» لأشعر بالحرج فى داخلى وأقول لها «إنشاء الله تتحرر ونروح نزورها سويا، فترد» يارب اليوم ده يبقى قريب قبل ما أموت. وماتت أمى ولكنها أمنية لم تتحقق بسبب احتلال إسرائيل للمدينة المقدسة وتداخل الشعائر الدينية مع المواقف السياسية، لنترك الأماكن المقدسة بالنسبة للمسيحيين والمسلمين تحت الوصاية الاسرائيلية؛ واعتبرنا زيارتها والوجود بها نوعا من التطبيع؛ لتصبح خالية من أصحابها الحقيقيين، رغم أنها تمثل للمسيحيين أهم المقدسات الدينية على الاطلاق؛ وبالنسبة للمسلمين هى ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة ولكن قرار ترامب باعتبارها عاصمة لإسرائيل ضرب عرض الحائط بمشاعر المسلمين والمسيحيين، دون إدراك أن المقدسات الدينية لدينا هى جزء من الهوية الشرقية، التى قد تدفع الانسان للتضحية بحياته فى سبيل الحفاظ على عقيدته ومقدساته، ولكن ليس على طريقة الشعار الحنجورى الذى تردده دائما الجماعات المتطرفة «على القدس رايحين..شهداء بالملايين» دون أن يذهب منهم شهيد واحد على طريق تحرير القدس.. وهاهى تستغيث. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى