يتجه الرئيس الامريكى رونالد ترامب إلى الوفاء بوعده لإسرائيل ويهود أمريكا الذى تعهد به خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس العربية التى ظلت عاصمة لفلسطين مئات السنين، ضارباً عرض الحائط بكل الاحتجاجات والادانات العربية التى لاتساوى عنده حتى الحبر الذى كتبت به، ولا الاموال التى حملها التاجر الامريكى من دول الخليج خلال زيارته الأولى وحضور القمة الاسلامية الامريكية بالسعودية التى زادت على 450 مليار دولار! المدهش أن «وعد» ترامب يتجه للتحقيق بعد أيام قليلة من إحياء الذكرى ال 100 لوعد بلفور المشئوم الذى يفتخر به الانجليز حتى الآن! والحقيقة أن الرجل صادق مع نفسه، فهو منذ حملته الانتخابية وهو يقول إنه يحب إسرائيل وسوف يحافظ على أمنها تماما مثل أمن الولاياتالمتحدة، ويتفاخر دائماً بأن له 3 أحفاد «يهود» من ابنته. إيفانكا المتزوجة رجل الأعمال اليهودى جارد كوشنر مستشاره للشرق الأوسط وحامل خزانة أسراره والعاشق لإسرائيل المؤيد لكل سياساتها. وبمثل حبه تماما لإسرائيل، فإن ترامب يكره العرب والمسلمين وإن كان ذلك لم يمنعه من حب الحصول على أموالهم فتلك نقرة أخرى ولايهم ترامب الذى لم يعرف ولم يمارس السياسة ولم يتخرج فى مؤسسات إستراتيجية مهمة مثل غالبية الرؤساء الأمريكيين، احتجاجات العرب والمسلمين، ولاحقوق الفلسطينيين، ولاعملية السلام التى كلف بها صهره كوشنر، فالعرب ربما يكونون فى أضعف مرحلة فى تاريخهم الحديث. ولا وزن ولاقوة لهم حتى مثل كوريا الشمالية التى أصبحت تهدد واشنطن ولاتجرؤ أمريكا ولن تجرؤ على إطلاق رصاصة على بيونج يانج طالما تأكدت واشنطن من قدرة هذه الدولة الصغيرة على إمتلاك أسلحة نووية وصواريخ طويلة المدى لاترهب فقط حلفاء واشنطن وإنما تهدد الاراضى الأمريكية ذاتها! والواقع أن قرار نقل السفارة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يؤكد الانحياز الأمريكى الكامل لتل أبيب ويعنى دفن عملية السلام بدم بارد، وفتح المنطقة على سيناريوهات جديدة لايبدو أنها سوف تتوقف فقط عند تفتيت وتقسيم الدول إنما تمتد إلى إشعال حروب مذهبية بين السنة والشيعة والاكراد تقضى على ماتبقى من بقايا دول فى المنطقة العربية لتظل إسرائيل هى الدولة الوحيدة القوية المستقرة الآمنة! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم